طلعاتي من البيت تترواح بين النزلة عالشغل, أو جلبة شي غرض للبيت من سوق الخضرة أو شي بسيط من عند السمان, أو نزلة عالجامعة أو حتى تمشاية لمن بكون دوامي قصير أو عصر الجمعة.. و في هذه الأثناء لازم يصير معي شي آكشن ما بينتسى و خااااااصة في الآونة الأخيرة… و في حلب تحديداً..
مثلاً: بيطرق شي حدا بشي حدا آخر بالطريق, قام بيلتفت المطروق محمر الوجهة كأنو انقتلو قتيل, و بقول “إشبك!!!! إشو ضاربك العما!!! و بدكون حرية يا ابن الأ**************”….. و بينهمروا ع بعض بوابل من المسبات الحلبية يلي ما بفهم نصا..هيييييييك لحتى تخلص شغلتي من عند السمان و يرجعلي باقي المصاري. أو لحتى تلتم العالم و تبلش ببعضا..
مثال آخر: عالخبز!!!! و أكيد مافي داعي أوصف المنظر العام لهذا الطابور من كافة فئات المجتمع, من موظفين متأخرين عالدوام و طلاب مدارس ابتدائي و إعدادي و ثانوي, من جامعيين و حملة شهادات و من المتقدمين بالسن يلي طول ما عمالة يتوافدوا من كل حدب و صوب, لازم أصحاب النخوة من الشباب يستحوا عدمون و يبعدولون.. هيييك ليخلصوا الختايرة بعدين نحنا منشتري.., المهم إذكرلكون الألفاظ الدارجة هالأيام على ألسنة المشتريين.. ” لك هادا شعب بلبألو حرية هاد!!!! لك هاد شعب بدو حرق لك خاي, شعب ما بلبألو غير الدق بالصرامي…يخرب دياركون اشقد بجم…”
أو بالجامعة, و خاصة عند الجولات الهستيرية لحملة جمع تواقيع و أختام جميع موظفي جامعة حلب, و اللي أخدت أكتر من شهر لحد الآن و تحتاج لشهر آخر, و في خضم هي الملحمة , اللي أكتر أبياتها تواتراً على ألسنة جميع العاملين في الجامعة, لك حتى عامل النظافة, “ارجعي بعد أسبوع” أو ” أنا ما دخلني” أو بعد الزورة و التنفيخ و مصة متة “راجعي الديوان”…. الخ الخ… هلأ دارج المصطلح اللي بقول “لك إنتو و الله ما بلبألكون حرية و لا إصلاح, لك تعلموا أول شي إجراءات شؤون الطلبة و تابعوا القرارات, و بعدين طالبوا بإصلاح!!!!! يخرب دياركون شقد معاليق من عند بكرة الصبح” … و لحتى تمشي المعاملة, ما بيقدر هالطالب المعتر يفتح تمو بكلمة, بل على العكس, يؤيد قائلاً “إيه والله, معك حق يا آنسة, عبخربوا علينا, ناس فاضية و ما عندا شي, الله يخليلنا الدكتور بشار و يقويه ضد المؤامرات”…. بهل اللحظات بغط بتفكير عميق و بمر قدامي شريط مبسط عن حياتي و بلعن الساعة يلي أخدت فيا البكالوريا…. الله يرحم هديك الأيام يلي كان بابا, الله يديمو فوق راسنا, كان هو معقب المعاملات, مو أنا!!! و دغري برن جرس الشوط التاني من جمع أوراق و أضابير و طوااااابع ليوم الطوابع مشان بعد أسبوع تاني إجي و إستلم إشعار باستلام تصريح يؤهلني لإدراج إسمي بلائحة الناجحين بامتحانات القبول بالماستر… نعم.. بعد أسبوع ع حد علمي…هادا القبول.. فما بالكن بعد ما أخلص الماستر, وبدي حصل
الشهادة؟؟
أو بالشغل, و عينكون تشوف هالعينات الفرجة..لمن منكون قاعدين عم نحكي عن وضع الاقتصاد, و كيف إنو كتير من التجار جمدوا أموالون و البعض سكروا معاملون و ضربوا اقتصاد البلد يلي عأساس كان بالقمة!!! و لمن أبو عبدو, زميلي بالشغل, بكون مهموم و بسألو ليش مزعوج , بقلي “و الله يا هادية حال البلد بزعل, ما عم بقدر آخد العيلة ع أي محل, متل هالوقت بكونو الولاد طيمسين بالبحر!! والله يا هادية هالشوية زعران خربوا علينا… الله يهدون, إزا شفت واحد منون لهل مندسين و الله لأدق برقبتو و أنسيه حليب إمو!!! قال إشو… حرية قال!! يخرب ديارون….”
و هيك يا أصدقائي… و هلم جراً… كل يوم نفس الحالة.. مدري هالناس عالموضة و بتلحق آخر صيحات المصطلحات..مدري هالناس ما بتسترجي تقول غير هالمصطلحات لفش القهر…
و دمتم سالمبن.
.
3 تعليقات
الأستاذ كبريت الفاضل..
هاد المشهد شفتو بحياتي فوق الألف مرة ومانو محصور بحلب فقط.. عودونا على التخاذل والظلم والخوف وكره ونكر الذات لان ماكان في نتيجة.
كنت بفكر انو سبحان الله شعبنا رأيه شو موحد فخلال عهد بشار لما الحكومة بدا تطرش شي قصة بالبلد بتنطرش وبسهولة بما انو مكبوتين وبدنا اي شي نحكي في حتى لو
منعرفو علاك مصدي. اكيد بدها تنخلط المفاهيم لانه رأيك بحياتو ما كان الك (الرأي بالوضع العام طبعاُ) ولأول مرة بصير في رأي مناف للحكومة منشوف انقسام برأي الشارع السوري بالنسبة للوضع العام. فعلا نحن شعب ما عرفنا الحرية ولا الاصلاح ولا منفهم بشي اسمو حوار او ديمقراطية بحكم العادة يعني.
بس حلنا نتعلم
وعودونا
نحنا شعب ما عشنا الحرية ولا الديمقراطية وهلأ عم نتعلمها ونطور حالنا! أما الحوار فالناس بتستخدمه وقت بدها ووقت ما بدها بتعطله، بحسب المصالح، نحنا شعب منعرف الحوار مظبوط ومنعرف كيف نستخدمه
لا تقول هالكلام السلبي عن المجتمع السوري الي أثبت وعي كبير بالمقارنة مع ما كان يخشى أنه قد ينزلق إليه
يمكن و يمكن لاء.. انا وانت عم نفترض.. لمى يبطل الحوار جريمة يعاقب عليها الشعب قبل القانون منكمل حديثنا..