في آذار
أقف حائر بين أغصان الشجر
أقلب النظر باكيا هل من عند أهلي خبر ؟!
ترد الريح لي بأسى
هل ظل أيها الواقف عند عتبة الموت
أغصان وشجر ؟!
أقول يا آذار ما ظل في بلادنا غير بقايا القهر
لا سنبلة تحمل القمح
ولا طفل رضيع بصدر أمه
ولا جهاز عروس أعدته نسوة الحي لها
ولا ولا
لم نسلم ولم يسلم الحجر
نحن بقايا دم وتراب و جثث تطفوا على تراب البلد
وفي الحي لم أجد غير المدافع و المدامع
هذا يا آذار
ما حل بنا منذ آذار المنصرم
ويقول لي :
تلك حال البلاد من بشر و حجر
أعطيني الروح ما حل بها
قلت حرية
أتتذكر يا آذار كيف أوصلت الطباشير
إلى أطفال درعا
فكتبوا على سبورة خشبية
أغاني أذهلت طاغية البشر
قال لي : نعم
ورسموا على جدران مدرسة
رقبة هبل يلفها حبل مشنقةٍ
هم أطفالنا من فجروا الأرض و أعلنوا ساعة الخطر
قلت يا آذار هي حرية رغم أنف المستبد وجاره ومن شد على يديه
ومن تفرج على مقتلنا ومن حضر
قال لكم مني سلام
فالفرج بعد الصبر شيمة
فلا تجزعوا إن الأيام دول
وقلت منا لك السلام كما أوحيت لأنامل الأطفال أن فجري كل هذا الشرر
————————-
كاتب جداريات
من جداريات من رحم الثورة السورية