مصطفى أبازيد
———————–
كيف غزت أحلامكِ خطا الجند الثقيلة .
كيف داست أقدامهم ألعابك .
و اغتصبت قدسية الطفولة .
حدثّيهم عن الخوف .
اروي لهم فقد نسوا قصص الوجود .
و الصراع الأبدي بين البشر .
كبرتي يا صغيرتي ألف عام قبل الميعاد .
فإجعلي طيفكِ يزور أحلامهم .
و اصنعي من همسك ضجيجاً يقضّ مضاجعهم .
قولي لهم كيف كانت عيون القاتل تحدّق في عيونك .
ماذا حدّثته تلك العيون البريئة .
و كيف غرز نصل سكينه في عنقك .
هل أعرتيه خيالك ليرى العالم مصنوعاً من الحلوى .
هل رأى السنافر تدافع عن قريتها .
هل أحسّ بدموع سانديلا . و لمس جمال فلّة .
هل زار مدينة العجائب و شاهد الدنيا غابات لعب .
حيث لا أعداء ولا حروب ولا رصاص .
هل شمّ عبير زهرة المحبّة و الخلود .
قولي لهم . كيف كانت لحظاتك الأخيرة .
هل اكتفوا بدمعتين فوق جسدك الصغير .
أم أنهم شحذوا سكاكين كرههم لتكرار المصيبة .
أخبريهم يا صغيرتي انك كنتِ القربان الأخير .
ذكريهم بإرتجاف جسدكِ لحظة الذبح .
و امسحي بلمسةٍ الحقد عن قلوبهم .
و احرسي أحلام أطفال سوريا …