من منكم يُقرضني وطناً؟
ممن أستدينُ حُفنةً من تُرابٍ أحمر؟
صاعاً من مآذن،
و كنيسة عتيقة هُنا و هُناك،
أو مِلءَ كَفٍ يتيم من قُبب.
ممن أستدين ولو رِباً؟
و أسدُّ الدَينَ وطنا بوطن،
و أزيده قضية،
و أعلاماً من ديباج و مُخمل،
و عرشا – مؤقتا – من لَهب.
من لها؟
من لها فأُهديه مقابراً من فضّة؟
و فراتاً أبدياً،
و باباً حديدياً،
و نواعيراً من ماس تحكي سبعين ألف قصّة!
من لها وله منّي كُلّ كَرْمٍ حُبلى بالعنب!
من يأخذ أصابعي رهناً؟
و حصتي من عقار القمر؟ و لو غصباً!
و يُبدلني شتلة من زيزفون،
و زيتون أخضر و ليمون،
عُنقاً قصيرا من فُل،
و ذراعاً من ياسمين.
أفترش به أي أرض و أي حجر،
بحديقة عامةً،
و بستانٍ لتشرين،
جنّة للوليد و قلاعٍ خضراء لصلاح الدين،
من لها يا أصحاب العَتب؟!
أما مِن مُدين!
أما من مُعين لوطن!
بلا وطن…
أما من مُدين!
أما منكم أب بلا ولد؟
أما منكم من يُكرم بقايا بلد؟
بقلم:
د. عادل بيرقدار