لم تستطع عبير الحمادي، المعلمة والأم لثلاثة أطفال، الوقوف مكتوفة اليدين حيال ما يجري في بلدها ومدينتها،فبينما يقتل قناصة النظام كل من يتحرك في شوارع حمص، وتدك مدفعيته ودباباته بيوت بابا عمرو وتجتاح عصاباته قرى وبلدات درعا وإدلب وحماة وحلب ودير الزور وريف دمشق، يقف مئات الآلاف من مواطني مدينها صامتين واجمين لا يحرك سكونهم سوى خروج مئات الشبان في مظاهرات متقطعة يندر أن ينجو أحدهم بعدها من تعذيب أو اعتقال. عبير بادرت للمساهمة في ثورة شعبها. لم تنظر دورا يُعطى لها، فأرادت أن تخلقه بنفسها. خرجت إلى ساحة شارع تل أبيض في مركز الرقة التجاري، وهناك بدأت مظاهرتها المنفردة. أحاط بها المئات، وسرعان ما وصل عناصر الأمن لاعتقالها. دافع عشرات الشبان عنها، لكن همجية الأمن غلبت شجاعتهم.
عبير أم لطفل معتقل سابق، خالد ذو الثلاث عشر ربيعا، وشقيقها معتقل حالي. أم خالد نشبه ثورتنا، كلاهما أنثى، كلاهما أم. أم غيور على أبنائها، تضحي من أجل سلامتهم، وتتوق لنصر بات وشيكاً.
عبير بادرت بمفردها إلى التظاهر، هتفت بمفردها لبابا عمرو ، هتفت لاسقطاط النظام بمفردها،
قاومت الاعتقال وكشفت جبن النظام ، وضعفه أمام صوتها الحر، تحدت الظلم والقمع والقهر الذي يعانيه
أبناء وطنها كل يوم.
وقفت أم خالد بمفردها تصنع ثورتها، أم خالد تشبه الشعب السوري الذي يقف بمفرده أمام نظام البطش وحلفائه.
أم خالد مبروك عليك مولودك الرابع: الحرية.