فراس الأتاسي
—————————-
وطبعا كل هذا الكلام يندرج تحت بند “الثورة” وفي صفحاتنا وفي تعليقاتنا … وكنت قد تتبعت بعضها حتى تأكدت من تشبيح أصحابها …
النظام يسعى إلى الأمر لضمان التفاف الأقليات حوله … وبالأخص الإيحاء للطائفة العلوية أن بقاءها مرتهن بالكامل ببقاء النظام وآل الأسد … وإلا .. الفناء
في نفس الوقت تبدأ الأقليات بالكلام عن الخوف من المستقبل الغامض بوجود أفكار كهذه … وتعليقات كهذه … ورغم الكم الهائل من التعليقات الثورية الوطنية الإيجابية … فالأقليات حساسة جداً لأي كلمة .. وستنسى الأقليات كل الكلام الوطني … وترى الرعب في كلمات التهويل الطائفية … لأنها أقليات .. وهذا واقع الأقليات ..
هذا الكلام من الأقليات يدفع الغرب إلى المطالبة بضمان “حقوق الأقليات في المستقبل” … وضرورة الحصول على ضمانات لمستقبل هذه الأقليات …
مالنتيجة ؟؟
لنقم بربط الأمور ببعضها … الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تريد “إسقاط نظام الأسد” … ولكن .. لم التأخير ؟؟
كل ما تأخر الأمر أكثر … رأينا تقوقعاً أكبر … وخوفاً أكثر للأقليات … واحتمال أن ينتهي بنا المطاف “أقول قد ولايعني أنه قد بدأ أو أنه سيحصل ” بوجود ميليشيات طائفية “هي موجودة فقط لدى نظام الأسد الآن” … وينتهي بنا الأمر في النهاية إلى إسقاط النظام … ولكن مع وجود نظام محاصصة طائفية عرقية في الوطن.
والتجربة اللبنانية، البلقانية، والعراقية .. دليل على فشل الأنظمة المبنية على نظام المحاصصة … بالكامل … لأن وطنا مشغولا بتوزيع المناصب استناداً إلى الطائفة والعرق “يعني الكفاءة ليست شرطاً للتعيين طبعاً” … والاشتغال بالنقاش والأخذ والرد عن احتياجات كل طائفة أو عرق وحصصه من الحكم … لن يكون قادراً على إحراز تقدم على أي صعيد في تطوير البلد والانتقال إلى مرحلة الازدهار والرخاء التي هي من أسس ثورتنا …
هذا أمر يفيد إسرائيل أيضاً في المقام الأول .. دولة ضعيفة مشغولة بمشاكلها الداخلية في برلمانها ومناصبها هي الجار الأمثل لإسرائيل !!
إذن … أنا لن أسميها مؤامرة … ولكن أسميها مصالح …
وأعتقد أن لا مصلحة تعلو على مصلحة المواطن السوري الفرد في حقوقه في حياة مزدهرة راقية … أو في مصلحة الوطن السوري في أن نكون دولة قادرة على حرق المراحل باتجاه التطور والانتاجية العالية والرفاهية …
مصلحتنا … مقابل مصلحة النظام الأسدي … والغرب … وإسرائيل
ونحن الأغلبية !! .. وأصحاب الأرض والوطن والحقوق .. لنا .. ولأولادنا …
فأصبح لزاماً علينا الانتباه من تبعات الكلمات والتلميحات والأفعال … المدسوسة .. او الأدمغة المغسولة بها … والتي قد تقودنا في المستقبل إلى نظام محاصصة طائفية عرقية .. تعود بنا إلى الوراء … بدل دولة الحقوق والمواطنة والرفاهية المنشودة
أنا كمواطن سوري .. لا تعنيني طائفة أو عرق أي مواطن آخر .. ولن أسمح بالانتخاب إلا على بند المواطنة الكاملة فقط لا غير … لأنني أحب هذا الوطن … ومستقبله .. وكل مواطنيه
أنريد دولة حرية وديمقراطية تعددية كاملة ؟؟ أم دولة محاصصة عرقية طائفية ؟؟
ويلا عالحرية
تعليق واحد
تنبيه: أنريد دولة حرية وديمقراطية تعددية كاملة ؟ « مختارات من أحداث الثورة السورية