مصطفى أبازيد
———————–
صرخت الحناجر بعد دهر من الذل تطلب الكرامة ، و نادى المنادون للعزّة المفقودة ، سقط الشهداء و كانت دمائهم أنهاراً ، فلم تثني الناس عن الصمود ، و الإصرار على المطالب ، فكانت ثورتنا العظيمة ، ثورة غضب عارم ، ثورة تحدٍ مستمر ، شاركت حرائر سوريا بصنع المعجزات ، وصرخت حناجر الأكراد آزادي طلباً للحريّة ، ناجى الثوّار حماة الديار ، ليحموا أطفال الحريّة من القتل ، فكانت فزعة العشائر ، تستذكر تضحيات صالح العلي ، و سقط القناع و سقطت الشرعية عن نظام القتل ، فصرخت الحناجر ” ارحل .. لا نريدك “، لا حوار مع القتلة ، و جددوا عهد الوفاء لأسرى الحريّة ، فهبّ أحفاد خالد يلبون النداء ، ينادون الصامتين أن يتكلموا فصمتكم يقتلنا ، و لكنّ الله معنا ، ولن نركع ، فلاحت بشائر النصر ، من صبرهم وثباتهم ، من هتافهم المزلزل ” الموت ولا المذلّة ” ، و زاد الإجرام و القتل و زادت المطالبات بحماية دولية ، و لكن لا بديل عن المضيّ حتى إسقاط النظام ، بوحدة المعارضة ، بإلتفاف اليمن مع الشام ، ببشائر تشكيل مجلس وطني يمثلهم، بأحرار الجيش الذين اختاروا صوت الشعب وثورته ، و بدأت المهل العربية لنظام القتل تزيد عدّاد الشهداء ، فكانت المطالب بحظر جويّ يعجّل النصر ، لم ينسى الثوار يوماً صرخة الله أكبر التي تشحذ الهمم ، لم يتوقفوا عن المطالبة بتجميد عضوية النظام في جامعة العرب ، و طرد سفراء الإجرام و التشبيح، ومع نشوء الجيش الحر بدء الثوار يشعرون بالحماية، فطالبوا بمنطقة عازلة تحميه ، و دخلت الثورة مرحلة الإضراب من أجل الكرامة ، و لكنّ مهل الجامعة العربية ما زالت تقتلهم ، و بروتوكولها كان يفوح برائحة الموت ، فما كان من الثوار إلا أن يزحفوا نحو ساحات الحريّة ، ينصروا الله كي ينصرهم ، يدعمون الجيش الحر ، يجددون الولاء لمعتقلي ثورتهم ، و يحتفظون بحقّ الدفاع عن النفس ، لحماة الجريحة قدموا اعتذاراتهم ، ولم ينسوا أن روسيا تقتل أطفالهم برصاصها ، فكانت المقاومة الشعبية ، انتفاضة عارمة لأجل بابا عمرو الحي الحمصي الجريح، تطلق النداءات لتسليح الجيش الحر ، تقسم بالوفاء لإنتفاضة الأكراد …
هذه قصة ثورتنا في عامها الأول .. و ما زالت الحكاية مستمرّة .