أيتها الطائفة الكريمة، تحيّة طيبة
في البداية كنت أريد أن أكتب لكم بأن تصحوا و تعوا نسبياً أننا أولاد بلد واحد, منطقة واحدة, لسان واحد, و توجّه قومي واحد, هكذا درسنا سويةًُ على مقاعد القوميّة, و لكن و في احدى السابقات القلائل, أنسى أن أبدأ كلامي بوصف “الأخوة في الطائفة الكريمة”, لا عن قصد أو عن جهل, و إنما و لربما قد أنسنتي الأخوة بيننا أفعال الكثير منكم باخواني و ابناء بلدي,..
فنحن كثوّار في كل ما نكتبه إليكم من كل الطوائف و الاديان و الأعراق السوريّة, نبدأ بوصفكم “الأخوة”, لأننا أخوة في كل شيء, في الموارد و الأراضي و الأموال و السمعة و العرق و النسب و الحسب, نعلم منكم الكثير و الكبير
أريد لأطفالي أن يدرسوا بجانب أطفالكم, أن لا يقولوا لهم “آبائكم دمرور مدننا”, لا أريد لبلدي مستقبلاً اسوداً غاشماً, و لا أريد لأحد إيماناً بالغصب أو الغضب, إيماننا الموحّد هو سورية الموحّدة, أطفالنا الموحّدين, أحلامهم الموحّدة بسورية أفضل, ب”الحلم السوري” الجميل الذي يضمن لأي فرد و طفل كامل الحريات الاخلاقية الفكرية و الفعلية.
أيتها الطائفة الكريمة, يا أولاد جبلتنا, يا زملائنا في الوظيفة, يا أولاد مدينتنا:
داروا سفهائكم و افضحوهم و تبروّا منهم كما فعل أولاد درعا بمن خانوا قراهم, لا تتستغلوا تواجد الأسد لفعل مؤقّت يعود على الجميع بالمصائب و المكائد و كيل الأحقاد,
إن ما يقوم به بعض أبنائكم ممن امتهن الدفاع عن النظام بالسلاح من كفر و سرقة و قتل و نهب و افتخار و ابتهال بذبح أبنائنا على الفيديوهات و التسجيلات و جدران البيوت المنهوبة و المسروقة سيعود لا على البلاد فقط, بل على الجيل القادم الذي من الممكن أن يحمّل وزر فعل ما سبقه كما جرى مع جيل ما قبل و بعد حماة.
سورية الكاملة بوصلتها الغربية أنتم, و مياهها سواحلكم, و كرم حامضها أراضيكم,
سورية الكاملة لا تكتمل بثورتها إلّا فيكم, برجالكم و نسائكم و أطفالكم,
هذي رسالتي التي أرسلها لكم كرسالة من ثائر مجهول على أراضي كنانة الرسول, ابعثها بكل الحب و الوفاء لماضينا الكريم و بكل الأمل بالمستقبل العظيم.
أرجوكم, داروا سفائهكم.
آرتس الشامي
ثائر سلمي لم يطلق ريحاً أو ريشاً أو رصاصة تجاه أي سوري
تعليق واحد
تنبيه: أيتها الطائفة الكريمة, تحيّة طيبة « مختارات من الثورة السورية