"أي دلوجية" بدك على قدك ؟

إياد كلاس
———————-
بعد عدة عقود من (شبه) إنعدام الحياة السياسية في سوريا ، تمكنت الثورة أن تعيد تكوين أيدلوجيات باللاوعي لدينا رغم بساطة و نعومة أظفار الطرح …

فالاشتراكيون يقولون “الثورة للجميع، و لا بد من إدارة مركزية، تعطي الكل حصتهم من نتاج الثورة”

و الشيوعيون يقولون “الثورة للجميع ،و لا بد من إدارة مركزية، تعطي الكل حقوقهم و واجباتهم بالتساوي حسب نتيجة الثورة”

الرأسماليون يقولون “الثورة لمن عمل بها، و يحق لكل فرد من حريات و عرفان بالجميل بقدر ما عمل”

الماركسيون يقولون “الثورة عمل بها البعض، واستغلها البعض الأخر، وهذا خاطئ”

اليساريون الديمقراطيون يقولون “الثورة ونتائجها للجميع، حتى لمن قمعها و وقف حياداً عنها”

اليساريون التحرريون يقولون “الثورة للجميع، الثورة على كل شئ، حتى السيطرة الدينية و الاجتماعية والأخلاقية”

اليمينيون الجماهريون يقولون “الثورة لمن يملك القوة على الأرض، و هو القائد العظيم للدولة الجديدة”

اليمينيون المحافظون يقولون “الثورة للشعب الملتزم بأخلاق محددة، ضد النظام و غير الملتزمين بهذه الأخلاق”

الفاشيون يقولون “الثورة لا كذا ولا كذا ، الثورة حكراً لفئة واحدة من الشعب”

الاسلاميون السياسيون يقولون “الثورة شرعاً للشعب، وهي فضل من الله ،و إنما المواطنون أخوة”

الاسلاميون المتأصلون يقولون “الثورة ملك لله، و ما نحن إلا بعبيد لنقوم بأمر الله في الجهاد”

القوميون السوريون يقولون “الثورة ملك لشعوب المنطقة كافة، حتى نصل إلى حدود سوريا الكبرى في فلسطين”

الناصريون السوريون يقولون “الثورة ملك لشعوب المنطقة كافة،حتى نصل لوحدة الوطن العربي”

الأكراد المتحررون يقولون “الثورة للجميع ، و هي مدخل الكورد لتكوين وطن كوردي مستقل”

الأكراد الديمقراطيون يقولون “الثورة لكل السوريين، و بدأت من اراضينا في عام 2004”

اللاسلطويون يقولون “لا للحكم المركزي، لا لتسلط الثورة، يسقط حكم العسكر، نعم للثورة”

الراديكاليون “الثورة على كل شئ، حتى على الثوار، يجب أن نغير كل شيء”

الوسطيون المعتدلون “إن الثورة ترتكب أخطاء مثل النظام، (ما بصير يا جماعة)، نحن لسنا مع الثورة ، و لسنا مع النظام لكن لدينا رأي سياسي”

…..

و يبقى الرماديون في حزن الغياب عن الحياة السياسية، على أمل أن يلتحقوا بالركب يوماً ما، أو يبقوا على تصويتهم “الأبيض” في سوريا الجديدة ….

و يبقى مؤيدو النظام في دوامة “البيريسترويكا” بانتظار إصلاحات الأب القائد في ظل “الأزمة” و ظل “نظرية المؤامرة”