مصطفى أبازيد
———————
من المضحك المبكي في آن . ان تقوم وسائل اعلام النظام بتشويه صورة الشهداء و تقتلهم للمرة الثانية , و من المؤلم أكثر انه في بلادي من يهز رأسه موافقاُ .
كلنا يتذكر حمزة الخطيب و التشويه القذر الذي تعرض له جسده عند قتله و التشويه الذي تعرضت له روحه بعد قتله .
اليوم جلال الطويل هذا الفنان الذي شقّ عصا الطاعة و خرج عن صمته ليزيّن شوارع سوريا بهتافاته القوية , بعد أن تم الاعتداء عليه و ضربه في مظاهرة الميدان و اعتقاله قبل محاولته التسلل إلى الأردن , يخرج مرغماً لتتم أذيته للمرة الثانية بإجباره على القول بأن الجيش من أنقذه من الخطف على يد عصابات مسلّحة، عصابات ارهابية تخطف المعارضين رغم معاداتها للنظام , و تريد الشر لبلد المقاومة و الممانعة .
و هنا تراودني مجموعة أسئلة :
ترى لماذا كل الذين يعارضون النظام ، يصبحون إما خونة، أو مرتشين من بندر و الحريري ، أو طائفيين يريدون ابادة طائفة اخرى ، او فاشلين في مهنهم السابقة و يسعون للشهرة، أو فاسدين في مناصبهم الحكومية ، أو فارّين من قطعهم العسكرية، او مهددين للإدلاء بتصريحات تحت رحمة سلاح العصابات في أحسن الأحوال ؟
لماذا يصبح كل من تكلّم كلمة حق ، صهيوني متأمرك ، و كل من قتل و هو ينادي بالحرية ، مسلّح طائفي مغتصب للفتيات ؟
ألم يفهم بعض الجهلة من هازي الرؤوس و الأذناب أن لعبة الاعترافات على شاشات التلفزة السورية هي مهزلة مثل تلك التي حدثت مع المهندس المصري عندما اعترف بالعمالة و التمويل ثم اطلق سراحه بسبب جنسيته الأمريكية ؟
للمصدقين أقول … انتم إما في عقولكم خلل يحتاج لإصلاح و تعانون من متلازمة منحبك و هي أخطر من متلازمة ستوكهولم .
أو انكم مجرمين مستفيدين من نظام القتل و تبيعون ضمائركم بحفنة مال ، أو انكم جبناء و اغبياء ، تخافون على محيطكم الضيق ” طائفة ، عرق ، عائلة ” فتخافون المستقبل، وبدل ان تشاركوا في صنعه و تلوينه من أجل ضمانه، فأنتم تقفون عثرة في طريقه .
جلال الطويل ، نعلم تلك الضغوط التي تعرضت لها و التهديدات التي خرجت تتحدث تحت تأثيرها ، و ستبقى في قلوبنا رمزاً لدور الفن الحقيقي بالتحدث بلسان الشعوب المقموعة، و اسمك لن يتزحزح من قائمة شرف الثورة السوريّة .