ممانعينا الأشداء: عندما يلفظون كلمة ( اسرائيل ) والتي تستخدم في أغلب الأحوال للهروب المنقذ إلى شاطىء الموقف المــــــــــطلق الصواب. والتي تتقمصهم في هذه اللحظة فقط… يظهرون وكأنهم يمضغون صمغا ما….. بثقة كاملة بالأحقية….. أو مشــــــهرين شيكا جاهزا للدفع… للهروب من استحقاق داخلي لا تصل وقاحة اسرائيل ولا الشيطان معا لممارسته على شعبها… اسرائيل هنا مطهر قومي لكل الخطايا والتي مارسها النظام الممانع بكل وطنية متنطعة…………………. وكأنه يكفي التذكير بوجودها لتبرئتهم مرة واحدة من كونهم منتظري حروب ومحترفي هزائم ولصوص مآتم……….
اسرائيل مـــــكروهة جدا من قبلهم ( دون مكافىء مسلكي أخـــــلاقي وطني ) يمثل الوجه الآخر لهذه الكراهية……………. وكأنهم قد فقدوا النوم بسبب وطأة كراهيتــــهم لاسرائيل… وهم مضطرون لأن يشــــــــــربوا الويسكي بمرارة لأسباب تتعلق بجرائمها الانسانية…… ويقود أحفادهم أحدث السيارات الفارهة استباقا لساحة المعركة وتــدربا على سرعة المباغته…… أما سرقاتهم فهدفها الإعداد لاسرائيل ما استطاعوا من قـــــــــــوة ومن رباط الـــــــــخيل لارهابها وارعابـــــــها بانتـصارات علمانية إلهية خمينية حاسمة…. وبمنتهى إزاحة الشعوب عن مصيرها…وبمنتهى تـــــــــــــحييدها الكامل عن معركتها……. دون حسابات للمعركة التي يبشرون بها………… ودون اقتراب من البعد التعبوي للمـــــــعركة بكافة مستلزماتها البنيوية والأخلاقية والمدنية والحضارية وأخيراًالعسكرية….
بالنهاية هم يكرهون اسرائيل على الاطلاق لكنهم يكــــــــــــــرهون شعوبهم أكثر ..والتاريخ يعرف وقد يشهد.
وهم يريدون احتكار كراهية اسرائيل وحدهم وعلى الشعب أن يكره اسرائيل بناء على توقــــيت اشهار كراهيتهم لها وكذلك على الناس نسيان الأمر حين لاتدعو معادلاتهم السياسية للتذكرالمسبب للألم…. الوجه الآخر للعملة التجارية هو فلسطين…. نفس الخـيبة المشتراة المريرة المبتسمة تنطبع على الوجوه حين يدافعون عن فلسطين… رضيعهم يريد تحريرها بالدعس على ظهور من لم يتفهم حــــــــــــجم حبهم لها…. والمار صدفة في طريقهم عليه أن يرضخ لتهشيم وجهه لأنه لم يدرك كراهيتهم لها من الوهلة الأولى… ومن يتســـاءل بقليل من الحيرة عن مسلكهم هوعميل مرسل… وهوخائن لم يدرك شرف هذا الصراع…………. حتى أبناء القضية هــــــم عاقون لها ولايرقون في انتماءهم لقضيتهم إلى ما بلغه هؤلاء الممانعون……. أفحتم علــــــــيهم تحمل كل هذه الهموم التي أقـــــــــعدتهم 40 عاما في انتظار التوازن الاستراتيجي والرد في الوقت المناسب؟؟…. …
أتباعهم يكرهون اسرائيل………. وقراقيرهم يتغنون بهذه الكراهية وكأنها استحقاق معارك خاضوها ضدها… وكأن اجسادهم امتلات بجراح النضال المستمر منذ قرون……. وكأنهم خالد بن الوليد ذو الجراح المشرفة….
اسرائيل أنت مكروهة لكنك محظوظة ….
بقلم: حسين بهاء الدين