حالم بغد أفضل
—————–
دخلت الثورة السورية في شهرها الحادي عشر مرحلة جديدة تتمثل في التصعيد الوحشي لآلة القتل والدمار الأسدية معلنة مرحلة الحسم لتصبغ المناطق الثائرة باللون الأحمر وتنشر الرعب في كل مكان, ومن قرأ أو عاصر تاريخ المجرم حافظ الأسد يدرك تماماً ما تحمله هذه المرحلة من خطورة على الإنسان السوري الثائر ويكفي أن أذكر لكم بإيجازبأن حافظ الأسد وشقيقه رفعت تعملا في بداية أحداث الثمانينات ـ- رغم اختلافها الجذري عن هذه الأحداث حيث كانت تمثل جماعة محددة لها تنظيمها وهيكلتها أما هذه الأحداث فتمثل معظم الشعب السوري – بالدبلوماسية والدعوة للحوار لكن بعد ذلك كشرا عن أنيابهما وأطلقوا العنان لعصابتهم لتستبيح الأرض والإنسان فنتج عن ذلك مجازر في إدلب وحلب وحماة حتى أن أحياء من تلك المدن قد اختفت وعائلات قد انتهت.
التاريخ الآن يعيد نفسه وبشار الأحمق يعتقد أنه سيحصل على نفس النتائج متجاهلاً تبدل الزمان والأدوات ولا بد لنا نحن الثوار من الاحتياط والتعقل ومواجهة هذه المرحلة بحنكة وفهم كبير لما يجري على الأرض مستفيدين من التاريخ ومستنيرين بقول الله عز وجل “يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون” فالنجاح والنصر والفلاح في هذه المرحلة يتطلب منا صبراً جميلاً وعزيمة.
كبيرة وثباتاً لا يلين, ومصابرة في وجه العصابة الأسدية وجرائمها العظيمة وهمجيتها التترية بأن يدعم كل منا الآخر ونحب له ما نحب لأنفسنا ونتقاسم معه لقمة عيشنا وغرفة جلوسنا وكلَّ ما نملك, وأن نحفز بعضنا في الوقوف في وجه الطغيان الأسدي ونخطط لذلك بروية وتدبر متسلحين بالعلم والمعرفة متفهمين للواقع الذي نعيش وأدواته وللإمكانيات المتوفرة بين يدينا ومتيقظين لخبث ومكر وخداع خصمنا وذلك من خلال كل فرد ثائر كل حسب طاقته بدأً من الجيش الحر وجهاده مروراً بالعصيان المدني والمظاهرات.
السلمية وانتهاءً بالكلمة التي تعد أبسط شيء لنصرة الثورة السورية, ويجب أن تترافق هذه الخطوات بتقوى الله تعالى فهي الطاقة العجيبة التي تمدنا بالصبر والثبات وتنير لنا درب الهداية لنسير في الاتجاه الصحيح وتثبِّت قلوبنا وأفئدتنا في ساحات القتال وفي مواجهة الظلم والأشرار وترسخ في عقولنا أن العاقبة لنا بإحدى الحسنيين إما الشهادة أو النصر المبين, لنجعل أعمالنا كلها خالصة لله العظيم وتوكلنا واعتمادنا عليه سبحانه القوي المتين.
. ربما تكون هذه المقالة مجرد كلمات تصلح في رفع الهمة لكنها في الواقع ترسم لنا معالم الطريق الصحيح الذي ينتهي بعون الله إلى النصر والفلاح, الطريق الذي مشى عليه الصحابة الكرام فوصلوا به إلى بلاد السند والهند, إنه الطريق الذي سار به أخوتنا في غزة الإباء ليحطموا غرور الجيش الصهيوني ويذيقوه مرارة الهزيمة والخذلان.