الثورة السورية في طريقها إلى النصر، و ما تخبط مارد الطغيان إلا دليلاً على نهايته و نهاية كل ذيوله. بات يقياً لدى الجميع بأن النظام الاسدي زائلاً لا محالة, لكنه يسعى قبل رحيله إلى خلط كل الأوراق لخلق حالة من الفوضى العارمة داخلياً و إقليماً و دولياً. لكنه ينسى أن هذا الشعب الذي هزمه لن يتوارى عن هزم كل أتباعه و لسوف تفشل كافة مخططاته الداخلية.
مايحصل اليوم في سوريا من إفناء للشعب السوري وتدمير لاقتصاده ووطنه وإرثه الحضاري ، وتلك الرسائل الدموية التي يرسلها النظام الأسدي للعالم , فإنه يرتّب على السوريين أولاً مهمة ليست سهلة تتمثل في استمرار نضالهم وثورتهم بكل الوسائل والأدوات المشروعة المتاحة لهم ,حتى إسقاط سلطة العصابة الأسدية وبتر أذرعها الأخطبوطية التي تعبث بسورية وشعبها .
إن الشبيحة المسلحة في سورية بشكل عام والمناطق الكوردية بشكل خاص هي الوجه القبيح الآخر لسلطة العصابة الأسدية في دمشق . وهي عدو مشترك للشعبين الكوردي والعربي ليس فقط لكونها عدوة للحرية والكرامة بل لأنها أيضا جزء من منظومة اقليمية تسعى للهيمنة والتوسع وفرض رؤى وأفكار وسياسات ليست على علاقة بمصالح الشعبين بقدر ماهي في خدمة مصالح أخرى ترى الفرصة سانحة للأستثمار فيها .
حكومة الملالي في ايران تظن أنها تستطيع خلق “حزب الله الكوردي” يفرض على الكورد سلطة الأمر الواقع لامتلاكه السلاح و هو مدعوم من هذا النظام الاسدي . أطرافاً مسلحة تسعى لفرض سيطرتها و كأنها دولة داخل الدولة تدعي تلك الأطراف بأن سلاحها لحماية الكورد و هو مخصص لمواجهة الأعداء لكننا شهدنا كيف استخدم السلاح ضد الكورد أولاً و كيف استخدم لفرض أجندات حزبية ضيقة بعيدة عن الحالة القومية الكوردية و الوطني السورية .
من يقرأ لغة «حزب الاتحاد الديمقراطي, بي اي دي » يجزم بأن الحزب يتعاون مع شعبه لحفظ الأمن والاستقرار وصون السلم الأهلي وحماية الوحدة الوطنية! من يتمعّن في بيان الحزب، يشعر بأنه يتعاون مع الثورة السورية ، ولم يقدم شباب الثورة الى الفروع الأمنية الأسدية كهدية . ولم يخرج شباب «الكريلا والأشايس » لتهديد كل شخص كوردي يطالب بإسقاط النظام الأسدي ، وليس هو من يرفض خروج أية مظاهرة تحت علم كوردستان وعلم الثورة السورية ورفع شعار إسقاط النظام الأسدي .وكل محاولات التقوقع و الإنعزال عن المعارضة السورية , والمساواة بين الجلاد والضحية ,والعمل على منح النظام الأسدي مهلة إضافية للبقاء في السلطة. وحوادث الاختطاف والتشبيح في المناطق الكوردية والتهجم على المظاهرات الداعية الي اسقاط النظام الاسدي بالرصاص الحي.
ومن طبيعي أن يكون هناك أجندات متنوعة، لكن الأجندة التي ستصنع المستقبل، على كل الأصعدة، هي أجندة الثورة السورية بفعلها الميداني وتجسيدها السياسي. والشعب الكوردي في سورية لايرضى بالهزيمة. هدفه الحرية و إحقاق الحق, والتحرير لديه يكون برحيل فروع القمع و شبيحة النظام عن مدننا و يكون بتحرير كل شبر من وطنه الغالي سوريا.
ويؤكد للعالم كله بأن حقوق الكورد القومية و السياسية و الثقافية على أرضهم وفي وطنهم سورية الجديدة ليست بحاجة إلى صكوك وصاية أو حماية من أحد.
عبدالرزاق التمو
عضو مكتب العلاقات العامة
تيار المستقبل الكوردي في سورية
razzaqlena@gmail.com
تعليق واحد
تنبيه: Wendy