مراجعة خليل الضويحي | Goodreads
هذا الكتاب ليس للقراءة بل للتأمل العميق والمستمر وهو يستحق أكثر من عشرين نجمة.
“لكي نفهم العالم فهما ً صحيحا ً لا بد أن نعرف المصادر الحقيقية للأفكار التي تحكم هذا العالم وأن نعرف معانيها”
بهذه الجملة يبدأ المؤلف كتابه ليلفت انتباهك ان الصفحات القادمة في هذا الكتاب هي رحلة استكشافية لأبرز الأفكار العالمية في تاريخ البشرية المعاصر بالتالي هذا ليس كتابا ً دينيا ً يتحدث عن الإسلام لا بل هو كتاب فلسفي من الدرجة الأولى كتاب يساعد الإنسان على أن يستوعب الازدواجية التي يجب أن يعيشها بوعي ليتغلب عليها ويضع الحياة في مكانة متقدمة على الفكر لتدرك من خلال تأمله العميق أن الإسلام نفسة طريقة حياة أكثر من كونه طريقة في التفكير
وقد قسم المؤلف كتابة إلى قسمين رئيسيين يناقش في الأول المقدمات وهي مجموع الأفكار والقضايا التي تحدد أصل الإنسان في مجموعة من الميادين وما هو دور الإلحاد والمادية في هذه الميادين وهي 6 ميادين رئيسية
الخلق والتطور – الثقافة والحضارة – ظاهرة الفن – الأخلاق – الثقافة والتاريخ – الدراما والطوبيا.
وفي القسم الثاني يتحدث عن مسألة الإٍسلام لكنه يؤكد أن هذا البحث ليس نظرة للإسلام من الداخل بل هو نظرة للإسلام من الخارج فالإسلام بالنسبة له ليس مجرد دين أو طريقة حياة فقط وإنما هو بصفة أساسية مبدأ تنظيم الكون وأن الإنسان بصفة أساسية هو عنصر روحي وليس عنصر اً بيولوجيا ً أو اجتماعيا ً وأن الفرق بين الحيوان والإنسان ليس شيئا ً جسميا ً ولا عقليا ً بل إنه فوق كل شيء أمر روحي يكشف عن نفسه في وجود ضمير ديني أو أخلاقي أو فني وبعد أن يفصل في كل هذه المعاني ويكشف تفاصيل المعنى وال لامعنى في حياة الإنسان و الوجود يصل إلى نظريته المتماسكة والتي اطلق عليها الوحدة ثنائية القطب وهي مفهوم التوازن بين الإنسان الجواني والبراني بين الروح والمادة السماوي والأرضي الإنساني والحيواني الدين والدنيا العقل والطبيعة هذه الثنائية الكامنة في الإسلام هي التي مكنته أن يجمع بين المتناقضات في حياة الإنسان والوجود
أما الفصول الرئيسية في القسم الثاني من الكتاب فهي
موسى وعيسى ومحمد – الإسلام والدين – الطبيعة الإسلامية للقانون – الأفكار والواقع – خارج الإسلام – التسليم لله
وفي نهاية الكتاب يعطينا المؤلف فلسفته باختصار عن الإسلام فيقول
إن الإسلام لم يأخذ أسمة من قوانينه ولا نظامه ولا محرماته ولا من جهود النفس والبدن التي يطالب الأنسان به وإنما من شيء يشمل هذا كله ويسمو عليه من لحظة فارقة تنقدح فيها شرارة وعي باطني من قوة النفس في مواجهة محن الزمان من التهيؤ لاحتمال كل ما يأتي به الوجود من حقيقة التسليم لله إنه استسلام لله و الاسم إسلام.