أردت بهذا الطرح أن أشير إلى إحدى الأسباب الهامة في عدم قدرة المعارضة السورية على اللقاء وعدم قدرة الصالونات الثقافية هذه الأيام في سوريا أن تنتهي بعنوان واضح جامع.
الازدواجية الفكرية في كل المجالات هو الصراع بين الأيديولوجية الفكرية العامة المعلنة التي تدار من قبل العقل الذي يسيطر على ذهننا الظاهر ومع الذهن الباطن الفكرة، وفي السياسة مع الممارسة لهذه اللعبة بين الفكر المعلن والذهن الباطن، يتحول السياسي من مرحلة الازدواجية الايدولوجيا إلى مرحلة الكذب والنفاق السياسية ( الشطارة ).
فمن الواضح جدا بأنه على الساحة السياسية وما يثير استغرابي إلى حد الجنون :
الشيوعي اليساري …في ذهنه الباطن اجتماعي تقليدي رجعي
الإسلامي ….تراه عند نقطة القومية، قومي عروبي، كردي …الخ رغم تعارض القومية مع الإسلام
القومي…المفترض يكون ليبرالي تحرري من القيود الدينية تراه عند الحديث عن جوانب الإسلام السياسي يتملق ويجامل
الليبرالي…المتحرر من أي قيد ديني أو قومي، تراه عند الأقليات وقضاياهم، قومي عنصري رافض للآخر
العلماني…تراه في ذهنه الباطن متردد عند نقاط المتعلقة بالمجتمع رجعي
الكردي الذي يدعو إلى الليبرالية والدولة المدنية، يجنح في بعض أطروحاته إلى القومية الكردية والتعصب إليها
لن ندخل في أسباب الاجتماعية والتربوية والدينية والسياسية المسببة لهذا . لكن عند الطرح العام في هذه الظروف يصبح السؤال؟
هل المعارضة تتحاور مع بعضها في الفكر الظاهر أم بالفكر الباطن .
يقول ألبرت أينشتين عالم الفيزياء الشهير: لاتستطيع أن تحل المشاكل بنفس طريقة التفكير التي خلقتها! أي يتعين علينا أن نغير نمط تفكيرنا وأسلوب تعاملنا مع الحياة ومع الناس, لكي نحل المشاكل التي خلقناها لأنفسنا.. أو المشاكل التي يمكن أن نخلقها لأنفسنا في المستقبل.
خلاصة الموضوع . أن نعطي لأنفسنا مساحة من الوقت لكي نختلي بها ونجري حوارا معها, ونفرز مخزون العقل الباطن, و الحل يبدأ بالفرد في القدرة على تحقيق الصلح الذاتي مع نفسه بأن يقرر أي الفكرتين يتبناها باطنا وظاهرا . وغير ذالك لا يسمى السياسي إلا كذبا منافقا عندما يترنح بين الفكرتين ذاتيا .
بغير ذلك لا يمكن الوصول إلى حل وسط نلتقي عنده .
——————–
Adnan A A