خرج علينا السيد كيلو بمقالين مؤخراً خلط فيهما كعادته السم بالعسل، حيث يتحدث كثيراً عن الحل الأمني و القمع و التخريب و العنف الذي يمارسه النظام، و ذلك لتسويق طرحه الذي يلبسه لبوس المهتم لأمر الثورة، الراغب في معاضدتها و المنخرط في أهدافها .
في المقال الأول يتحدث عن القتل المتبادل الذي تتحمل جزءاً من وزره المعارضة التي يجب أن توقف هذا القتل، ويخص بالذكر( المجلس الوطني الذي لا يقوم بواجبه بوقف الجنوح المجنون نحو القتل على الهوية )حسب قوله، ثم يقول تالياً (يصير من غير المنطقي والمقبول إطلاقا أن يطرح أي شخص أو أي جهة السؤال حول حماية الشعب السوري بما هو مهمة يجب أن يتولاها أو ينفذها الخارج) وينتقل للتقليل من الأطياف الأخرى داخل المجلس(جهلا منهم بأصول السياسة عموما والدولية منها خصوصا)و يحول هؤلاء المعارضين إلى مجرمين أو أنانيين انتهازيين على أحسن تقدير لهم القدرة على توجيه أتباعهم للقتل (لا يعوض عن صمتهم الشائن على الاقتتال المتفاقم باطراد، الذي يمارسه في أحيان كثيرة أشخاص قريبون منهم أو تابعون لهم، وأن يظهرهم بمظهر المدافع عن حياة الشعب، ويعطيهم الفرصة للمزايدة على بقية معارضي سوريا ومواطنيها).
ويخلص إلى أن تكرار الكلام عن الحماية للمدنيين سيصبح سخيفاً (نحن نكرر حديثا يصير فارغا أكثر فأكثر، عديم المعنى والجدوى، ومملا وسخيفا عن ضرورة حمايتهم).
ثم ينتقل في المقال الثاني للحديث عن عسكرة الثورة فيقوم بتشريح الثورة حيث أصبح قادة الثورة على الأرض اليوم غير قادتها في البداية فيقول : (برزت شريحة ثالثة ورابعة خلال هذه الفترة القصيرة، الأمر الذي أحدث تغييراً جدياً في طابع القيادة، وتدنياً ملموساً نزل بمستوى القادة وأعمارهم في أماكن كثيرة) فقادة الثوار اليوم ذوي مستوى متدني و لديهم تبدل في الوعي المعرفي و الفكري ثم ينتقل لاحقاً للقول أن الذي يحصل اليوم و سيحصل غداً (نهاية الانتفاضة الشعـبية والحراك المجتمـعي ودخـول سوريا في سياق جديد، لا علاقـة حقيقة أو مفصلـية له برهــاناتها الأولى ) و يقصد برهاناتها الأولى الكرامة و الحرية .
و يبرر كلامه بأن الشعب قد أخلى مكانه فيقول (خروج الشعب الأعزل، المسلح بالحرية، من الشارع واحتلاله من قبل عصب يحمل أفرادها البنادق في أيديهم، بينما رؤوسهم مليـئة بالتطرف القاتل لأية حرية) ومن الذي يحمل السلاح اليوم غير الجيش الحر، فهل يستحق هؤلاء الذين رفضوا أن يصبحوا مجرمين, و رفضوا أن تتلطخ أياديهم بدم الأبرياء، ويبذلون أرواحهم دفاعاً حن حق إخوانهم بالتظاهر السلمي، أن يُوصفوا بالمتطرفين الذين يقتلون الحرية ؟؟؟؟
ثم يبرر الدفاع عن النفس ولكن (نزوعا إلى العدوان والعنف، ولكون هدفه المحافظة على النفس وليس ممارسة القتل الأعمى ضد الآخر لمجرد أنه آخر) فالجيش الحر عندما يدافع عن المدنيين العزل يصبح معتدياً همه قتل الآخر كونه آخر !!!!!
سأقترح رأياً بسيطاً على السيد كيلو، فللحفاظ على الطابع السلمي ومدنية الحراك المجتمعي، نرجو منه أن يخرج إلى مظاهرة سلمية -مصطحباً معه صحبه من هيئة التنسيق-من الجامع الكبير بدوما على سبيل المثال، أو اذا لم يرغب أن يخرج من المسجد كيلا يتلطخ نقائه الثوري يمكنه أن ينضم لمسائية الخالدية يومياً حيث يمكنه أن يستمع لأغاني الثوار، و الأفضل أن يعتصم و رفاقه المناضلين و أبنائهم في ساحة الأمويين للمطالبة بإسقاط النظام حيث يمكن أن توفر له المخابرات، الحماية من المتطرفين الذين يملأ رؤوسهم التعصب …
بوركتم وطبتم عسى أن يجعلكم الله من الصالحين و يورثكم الأرض انه عزيز حكيم
———————
A.ALH
تعليق واحد
اقترح على الكاتب ان يمهر مقاله باسمه بلغة شعبه لا لغة المستعمر