هل يجدي الحوار مع نظام العصابة اﻷسدي ؟ علام “نتحاور” مع القاتل ؟ وماذا تنتظر الثورة السورية من هكذا حوار ؟
لكي نفهم دور “الحوار” في الوضع السوري، فعلينا المقارنة بين وضع السوريين تحت الاحتلال اﻷسدي – اﻹيراني ووضع الرهائن المحتجزين من قبل عصابة من المجرمين.
في رأينا أن الحالة السورية تشبه تسلل قاتل محترف ومسلح حتى النخاع ٳلى بيت آمن بصحبة مجموعة من الزعران، وأخذهم أهل البيت رهائن يحتمون بهم من تدخل قوات اﻷمن. في نفس الوقت، تنهب العصابة كل ما تقدر على نهبه في البيت وما تيسر من “عند الجيران”، ثم تسخر ساكني المنزل لخدمة أفرادها وﻹرضاء نزواتهم.
لكي لا يزعجها الجيران، تقوم العصابة “بالتفاهم” معهم على أن يتركوا لها هذا البيت الآمن ولا “يتدخلوا فيما لايعنيهم…”. ٳن كان للجيران مصالح، فبٳمكان العصابة التعامل معهم ولكل شيء ثمنه.
الجار الجنوبي يريد الهدوء ومنطقة فاصلة ؟ محلولة… تبيع العصابة الجولان بعقد أممي…الجار اللبناني لديه حزب من قطاع الطرق؟! يتفاهم “الزعران” مع بعض وتسير اﻷمور “عال العال”. الجارالشمالي يريد “اتفاقية أضنة” ؟ لا مشكلة، تتنازل العصابة عن اسكندرون وراس البسيط كمان..
لفرط ما “تحاور” و”تفاهم” نظام العصابة مع الجيران، ومع الخارج، فقد نسي المجرمون أن هناك من “يسكن” في هذا البيت ولا ملجأ لهم خارجه…أهل البيت السوري صاروا غرباء في منزلهم، ضيوفاً غير مرحب بهم من قبل العصابة التي احتلت وطنهم وأفقرتهم ثم أهانت كرامتهم قبل أن تنتهي ٳلى ذبحهم بالجملة لمجرد مطالبة بعضهم بفك أسر أولادهم.
أيقن السوريون بعد نيف وأربعين عاماً أن غدهم لن يكون ٳلا أكثر سواداً من يومهم وأن المصير الوحيد الذي ينتظرهم هو أن يكونوا عبيداً لآل اﻷسد ٳلى اﻷبد.
الآن وحين يثور أهل البيت ضد الغاصب وينتهي بهم اﻷمر ٳلى حمل السلاح ضد العصابة، يأتي من ينصحهم بأن “يتحاوروا” معها ! فهل الحوار أو التفاوض ممكنان مع هؤلاء ؟
من الغباء تصور أن من اغتصب وسلب وقتل وأباد البلاد والعباد دون أي وازع لا من ضمير ولا من أخلاق سوف يرحل بمجرد التفاوض. مع ذلك، وككل حالات أخذ الرهائن، لابد من “الحوار” و”المفاوضات” العبثية لكن الساذج وحده هو من ينتظر شيئاً من هذه المفاوضات.
الحوار ضروري من أجل ٳفهام الجيران والعالم الخارجي أن ما يحدث هو عملية اغتصاب للبلاد من قبل عصابة ولسحب تأييد بعضهم لهذه العصابة. صحيح أن العالم كله مدرك لهذه الحقيقة، لكن “في اﻹعادة ٳفادة…”
الحوار لازم أيضاً من أجل محاولة شق صف العصابة الغاشمة وتحييد من يمكن تحييده من زبانيتها حقناً للدماء وتوفيراً للجهود. أيضاً وعلى مبدأ “اعرف عدوك” فالحوار يسمح بمعرفة حقيقة المواقف وسبر مكامن القوة والضعف داخل البنية المافيوية للنظام.
المبدأ في هذه الحالة، ككل حالات الخطف وأخذ الرهائن هو :”حاور ثم حاور ولاتقف عن المحاورة، ﻹلهاء الخصم وتشتيت انتباهه، لكن ٳياك ثم ٳياك أن تكتفي بالحوار وحده ﻷنه لن يؤدي ٳلى أي نتيجة…”.
النتيجة الوحيدة سوف تتأتى من وضع رصاصة في رأس خاطف الرهائن وهو في غفلة، وكل ما عدا ذلك هراء.
أحمد الشامي فرنسا ahmadshami29@yahoo.com
تعليق واحد
تنبيه: الحوار مع اﻷسد؟ . . بقلم: أحمد الشامي | مختارات من الثورة السورية