لقد اقتربت الثورة في سوريا من عمرها لتبلغ تسعة شهور ولا نجد يوما يخلو من مقال هنا أو تعليق هناك أو كاريكاتور يتحدث عن الحل الأمني وعن الفائدة المرجوة منه وعن من يتبعه هل هو بشار الأسد أم نظامه الأمني أم الاثنين معا… ودخلنا في التحليل وتعمقنا هل هناك تغطية دولية هل هناك خلط للأوراق هل هو يدفع باتجاه عسكره الثورة…
إن الموضوع يمكن أن يتلخص ببساطة وهذه الاستنتاجات وصلت إليها من خلال تجاربي الشخصية وما سمعته من الأصدقاء وما رايته على الواقع، ان هدف النظام هو التحييد وبكل بساطة نعم تحييد اكبر عدد من شعب سوريا وإقصاءه عن هذه المرحلة … فبداية لعب بالورقة الطائفية وحيد الطائفة العلوية ومن ثم لعب بموضوع الأقليات وسحب المسيحيين الشرفاء من الساحة وكلنا نتذكر كم سمعنا عن سائق سيارة أجرة في دمشق وهو يخوف نساء باب توما والقصاع من أن الإسلاميين قادمون وأنها يحب أن تضع على رأسها غطاء…
ولكن اخطر عملية تحييد يقوم بها النظام هي الاعتقال ويصبح المعتقل رهينة وبعبعا يخوف به من تبقى وهذا ما حصل في مدينتي الأم حماة فمع خروج اكتر من 300000 متظاهر في ساحة العاصي فليس للنظام حل غير هذا الأسلوب فهو لن يفلح في اعتقال هذا الكم من الناس الأحرار ولكنه ابتدأ بخطة ممنهجة بداية توجه إلى النقابات المهنية واخذ يعتقل الأسماء الأكثر شهرة في كل نقابة…
من مهندس هنا وطبيب وهناك ومحام وصيدلي منهم من يحتفظ بهم لساعات ومنهم من لم ير النور حتى الآن ومصيره مجهول بحيث يجعل من كل فئة من هذه النقابات تفكر ألف مرة قبل أن تخطو أي خطوة في المستقبل باتجاه العمل السياسي…
ومن ثم توجه إلى فئة الشباب والتجار والناشطين اجتماعيا وبنفس المبدأ ونفس طريقة اللعب…
ومن ثم قام بالأخطر بدأت اذرع النظام الأمنية بمختلف أشكالها بالاتصال المباشر مع كثير من الأشخاص وتطلب منهم رأيهم بكل صراحة وانه أصبح ليس من القبول سكوتهم عن الذي يحدث وان الحياد في هذه المرحلة غير مقبول وبذلك أصبح الهدف الواضح فبعد القيام بعملية التحييد المنهجية واتهام أهل الحياد بالمؤامرة أصبح المطلوب منهم الجهر علنا بالولاء للنظام…
إن هذه اللعبة أصبحت واضحة ومكشوفة والكثير من من حيدوا في الأشهر الماضية عادوا إلى النشاط السياسي ولكن هذه المرة بحذر ومن دون الوقوع بأخطاء المرحلة السابقة وشعروا بخطورة التحييد لأنه وبكل بساطة الأغلبية أخذت قرارها وهي تريد تغيير النظام تريد لأولادها العيش بكرامة…
إن هدف النظام لم يتحقق ورغم نجاحاته المرحلية فاني أرى كل يوم كثيرا من الأصدقاء يعودون لنشاطهم السابق يعودون لطلب الحرية لمعاقبة النظام وأنا منهم فبعد حياد دام ثلاثة اشهر بعد أن تم اعتقالي ها أنا أعود وأصرخ بأعلى صوتي…
الشعب يريد إسقاط النظام الشعب يرفض مبدأ الحياد الإجباري…
—————–
حموي حر