كثير ما أتلقى انتقادات عندما أتكلم كسوري بعيداً عن الطائفية و التفرقة السائدة بسبب النزاعات الحاصلة في هذه المرحلة وللعلم فقط عندي قريبين من الدرجة الأولى فارقوا الحياة في مجزرة كرم الزيتون وأدعو الله أن يتقبلهم شهداء في الجنة , واعترف أني في تلك المرحلة أصبحت طائفياً من الدرجة الأولى , ولكن دعونا نكون واقعين أكثر .
عشت معظم عمري مع أصدقاء من الطائفة العلوية وما كان لي أن اعرف دينهم إلا عن طريق مكان إقامتهم لا أكثر و لا اذكر أني قد سألت بيوم من الأيام شخص عن دينه وكنا نأكل ونشرب و نمارس الحياة بكافة أشكالها سوياً , أما بعد الثورة كثير ما أرى منشورات و أشخاص يتكلمون بصيغة تشبيحية تطالب بإبادة العلوية فهل هذا منطقي؟ ! , أن يتحول شريك لك في الوطن و أحيانا السكن في يوم وليلة أو فترة ليست بطويلة إلى عدو الخلاف معه قتال حتى الموت ؟!!!
أعزائي , من قتل في مجزرة كرم الزيتون قام بقتل وخطف العلوية أيضا ,ولكم حرية فيما تصدقون .
وأحب أن أذكركم أن من أهم أوراق النظام هي الورقة الطائفية ليكسب تأيد طائفة كاملة بشكل كامل فمن دخل حارات الطائفة العلوية في بداية الثورة وقتل وخرب ونشر الرعب ليس من الثوار وخصوصاً في بداية الثورة لعدة أسباب منها نقص العتاد و التنظيم والأهم أن من ذلك إبعاد الطائفة عن الثورة, ولو حكمنا المنطق فالآن لا ينقصنا العتاد بل ناهيك عن التجهيزات التي لدى الجيش الحر من صواريخ وهاون و لو فرضنا أن من قتل وخرب و خطف في بداية الثورة هم الثوار لكانوا اعتدوا عليهم الآن أيضا وهم أقوياء , وذلك لم يحصل والدليل أن حارات الطائفة العلوية تنعم بالهدوء و الحياة شبه طبيعية و المحلات و المقاهي مفتوحة .
لذلك يجب علينا عدم الربط بين النظام وشبيحته و طائفة معينة ودعونا نحارب كسورين بكافة القوميات و الأديان و الطوائف كل المنشورات و الدعوات الطائفية فـ “الشبيحة مالون دين” .
تعليق واحد
تنبيه: UpAllNight