من المعروف عن الشعب السوري بأنه شعب مبدع خاصة عندما يعيش ضمن مجتمع حر يساند الأفكار الإبداعية. وليس ببعيد عنا بعض الأسماء السورية التي حصلت على مناصب عالية أو قامت بإبداعات جديدة حول العالم عندما تأمن لها البيئة الخصبة للإبداع.ولكن ما نشاهده هذه الأيام من حالة تحدي البقاء وإرادة الصمود أنتجت أفكار استطاعت أن تعطي دفع للأمام من أجل تغطية النقص الحاصل عندما احتجب ما يسمى بالنظام عن الدور المنوط فيه. وسأقوم بذكر بعض المشاهدات والوقائع لبعض الأفعال التي يعلمها البعض ولا يعلمها البعض الآخر.قبل دخول قوات الأمن والجيش إلى درعا والبدء بعملية الحصار لوحظ غياب جميع العناصر الأمنية بما فيها قوات الشرطة وذلك لمدة 3 أيام قبل الاقتحام. عندها تطوع بعض الأهالي وقاموا بسد النقص الحاصل. فقد قام بعض الشباب بتأمين بعض المحلات التجارية كمحلات الذهب والأماكن الحساسة دون توكيل من أي أحد. كما قام بعض الشباب بتنظيم حركة سير السيارات ضمن المدينة. الغريب المتوقع أن يقوم سكان درعا بالالتزام بالقانون أكثر من قبل على اعتبار أن من يقوم بالتنظيم والإشراف هم أخوة أو ابناء لهم وأن ما يقومون به هو لأمنهم وسلامتهم.مشاهدة أخرى: عندما كانت قوات الأمن تقوم بقمع المظاهرات، كان الناس يقومون بإسعاف الجرحى إلى المستشفيات. ولكن بعد أن قامت قوات الأمن بممارسة عمليات اقتحام للمستشفيات واعتقال المصابين قام بعض الشباب بتشكيل حاجز بشري محيط بالمستشفيات لمقاومة اقتحام للمستشفيات وهذا ما شهدناه على سبيل المثال في دوما وكما شهدناه أيضاً في محيط مستشفى الحوراني في حماة يوم جمعة أطفال الحرية. كما قام بعض الأفراد بفتح بيوتهم في عدة أماكن على عموم التراب السوري واعتبارها مستشفيات ميدانية وشاركهم فيها بعض الأطباء أو من قام بدورات إسعاف أولية بمعالجة الجرحى. والبعض قام أيضاً بتحويل بعض الأماكن العامة كالمسجد العمري لمستشفى ميداني. أيضاً مشاهدة أخرى: عندما كان الحصار مطبق على مدينة درعا ومُنع دخول المواد الأساسية من أكل وشرب قام بعض الشباب بابتداع فكرة نقل المؤونات الغذائية بطريقة “التلفريك” إلى داخل مدينة درعا المحاصرة وذلك لدعم إرادة الصمود لدى الشعب السوري المحاصر بدرعا. أخيراً وليس آخراً: لاحظنا منذ بداية الأحداث في سوريا منع جميع التلفزيونات العالمية من دخول الأراضي السورية وتغطية الأحداث على أرض الواقع مما نجم عن ذلك غياب الصورة عن أرض الواقع عن أسماع ومرأى العالم. واتجاه التلفزيون السوري والقنوات التابعة له بتعتيم الصورة الحقيقية عما يدور بالشارع السوري. فما كان من بعض الشبان ومن خلال إرادة فك الحصار الإعلامي ومحاولة لإيصال صوتهم للعالم فقد قاموا بالعمل كمراسلين حقيقيين على أرض الواقع. فقد قاموا بالتصوير وإرسال الصور والفيديوهات إلى بعض المواقع أو شبكات الإعلام العربية والعالمية كما قاموا بكتابة التقارير عما يحدث والاتصال أحياناً بالخارج من شبان أو قنوات إعلامية وإعطائهم صورة ما يحدث على أرض الواقع. كما قام البعض بالبحث في اسماء الشهداء والمعتقلين وتوثيقها لدى منظمات حقوق الإنسان. ومع مرور الأيام قاموا بتطوير أساليبهم من خلال البحث عن طرق اتصال تكسر الرقابة الأمنية على المراسلات الالكترونية وتطوير طرق التصوير من خلال توثيقها حسب المكان والزمان حتى تفوت الفرصة على إعلام ما يسمى بالنظام باتهامهم بالفبركة أو تزوير الفيديوهات. وكان من آخر هذه الإبداعات قيام البعض بتحدي قطع الانترنت عن كامل الأراضي السورية وإيجاد طرق للاتصال عن طريق الأقمار الصناعية لإيصال الحقيقة التي حاولت الدولة تغييبها عن العالم.من خلال عرض بعض من الوقائع على الأرض فهذا يدل على أن إرادة الشعب السوري لا تكسر وأن القدرة الإبداعية للشعب السوري حية وجاهزة لتحدي أي محاولة لطمس معالمها. وأن شعبنا جاهز لتحدي غياب الحكومة عن القيام بواجباتهام …….
.
تعليق واحد
اتفاجأت انو اسمك كبريت .. وذكرني بأبو نظير المتظاهر السلمي الي ربو يسرلو بعد ما رمى قشة الكبريت .. أمثالك من المحرضين والتائهين المتوهين هني الي خربو وحرقو سوريا .. لعنكم الله واحدا واحد