مصطفى أبازيد
——————-
في بلدي ناس ينامون هانئين بدفئ أسرتهم، بينما تهدم المنازل على رؤوس جيرانهم و يسرق الموت أرواح اطفالهم و يحرمون اللعب و الحلم .
في بلدي أناس يذهبون للسيران و شوي اللحم، بينما جيرانهم شردوا من بيوتهم و لا يجدون ما يقيهم برد الشتاء .
في بلدي مدن غارقة في النوم ، و مدن تغرق في الدماء .
في بلدي هناك من يرفع صورة القاتل و يهتف لعرشه و يجدد عهد العبودية له، و أخوه في الوطن يطلب الموت على ان يعيش خانعاً ذليلاً .
في بلدي من يخاف الموت و الاعتقال فيصمت، و صديقه شهيد و ابن عمّه أسير .
في بلدي انقسام، في بلدي الوحدة الوطنية غير موجودة إلا على لوحات الاعلانات و الصحف و التلفاز و كتب المدارس، في بلدي سبع آلاف شهيد و مئات آلاف المعتقلين و آلاف اللاجئي، في بلدي تقرع طبول الحرب، و تطفؤ كل شمعات السلميّة، فقط لأن شعباً قرر أن يتطور و يتغير و آخرون حملوا العصي ليمنعوا عجلة التطور من العبور .
ستعبر العجلة مهما كلّف الأمر، و لن يقف احد في وجه العاصفة التي ستمحي يومها كل من يقف في طريقها، يومها لن نسأل احداً عن ردات فعله، ولن نسأل عن بديهيات الفيزياء، و على نفسها جنت براقش .