بالفترة الماضية و مع تواتر و ارتفاع الانتاج الثقافي و الكتابي للثورة السورية، صرنا متعودين نقرا و نطالع مقالات و خواطر بالعامية السورية.
طيب هالظاهرة شو ربها؟ صحية و لا مو صحية؟ رح تنتهي الفصحى مثلا؟ ليش مجمع اللغة العربية ضد العاميّات، و ليش لهلق ما شفنا قواميس لغة عامية سورية سنوية بتحاول تجمع الألفاظ و المصطلحات الجديدة، و ليش ما حدا لهلق فكر انو يعمل قواعد للعامية؟ و انها تصير لغة مكتوبة كمان؟ ليش ما حدا حاول لهلق تصير لغة ادب كمان ، اذا شلنا ع جنب الشعر العامي القريب من انو يكون جنس ادبي لحالو؟
انا مفكر بالموضوع من زمان و كتبت هالمقال ع اساس شوية نقاط ، قابلة للنقاش و الحوار و الدحض و التعديل ..بس شو رأيكون عنجد نرجع نفكر بالموضوع مرة تانية ، بدون احكام قيمة انو العامية لغة شوارع و الفصحى لغة مثقفين مثلا ؟؟ كمان باعتبار انو ثورتنا هي ضد الديكتاتورية و الاستبداد بأي شكل من اشكالهم، فالفصحى مو نظام مثلا؟ الفصحى مو استبداد كمان؟
النقاط:
- انا عم طالب بوضع قواعد تضبط العامية و ليس استبدال العامية بالفصحى.
- الفصحى ما فيها تقضي عالعامية لأنو الفصحى هجرت اللسان اليومي ، و العامية بهادا المعنى حية لا بل متطورة و تعبير أدق عن الحياة الإجتماعية و النشاط المادي أكثر من التانية (مع أبي و خالي و عمتي ما رح احكي فصحى بحتة بحياتي).
- دوما لما منحكي عن لغة ، ف منحكي عن ألفاظ و عبارت… بمعنى “بنيوي” اذا بيريحكون هالحكي أقول:
الألفاظ فيها تكون أجنبية بس بتضل العلاقات اللي بتحكم هالعناصر عربية ، مثلا :
“تلفنتُ للتلفزيون منتعلا صباطيَ المزرورق ، و اتفقنا أن أُفَرْمِتَ لهم الكمبيوتر المركزي” = بنية عربية لألفاظ أغلبها غير عربي ، و المطلوب اذا ان أقونن العامية ، و اترك المجال للتزاوج بين العامية و الفصحى … يعني بين اللسان و العقل ..بين واقع و فكر … و فينا نتأكد من انو الجدل بين هالقطبين رح يعمل عمايل، على الأقل اعطاء بعد حي للعربية بنت الكتب و بيعطي عمق للعامية بنت اللسان و التعامل “بالكراجات” - مثلا اللغة الفرنسية تبعت اليوم، هيي بنت اللغة اللاتينية أي لغة العقل و المفاهيم بالقرون الوسطى و شوفو كيف خلصت اللاتينية و صارت (اسبانية،فرنسية،ايطالية،برتغالية.. اللي كانت لهجات و عاميات لاتينية…و التراث اللاتيني لا تخافو عليه، لأنو تم ترجمتو عهاللغات تباعا و حسب درجة اهميتو، و ممكن تكون فكرة لذيذة لحتى نتخلص من عبئ سلطة النص الإسلامي و خطابو اذا صقلنا الفصحى ؟؟)، و اذا تعمقنا بمثال تاني هو اللغة الاسبانية، ف منشوف انو الاسبانية مو بس بنت اللاتينية بل كمان بنت كتير شغلات:
اللاتينية أولا، بعدين اللاتينية العربية (حسب احد المستشرقين الهولنديين كانت الألفاظ العربية 30 بالمية من الاسبانية و انخفضت اليوم لنسبة 20 بالمية بما يوافق 4000 كلمة عربية باللغة الاسبانية) ، بعدين بتجيكون اسبانية ميغيل ثيربانتس تبع الدونكيشوت (المختلفة حتى بالقواعد : كانو مبلشين يلعبو عـَ”البنية” الجماعة) ، بعدين اتفرقت لإسبانيتين وحدة في شبه الجزية الإيبيرية (المملكة الاسبانية) و التانية في أمريكا اللاتينية … الإثنان يتحدثان الإسبانية بس بطريقة مختلفة ، ليش ؟ لأنو الألفاظ مختلفة بس البنية واحدة، و حقيقةً يوجد غنى بالاسبانية كونها بنت بيئتين مختلفتين و وضعين اقتصاديين مختلفين و طريقتين لانتاج الحياة و وسائل انتاج هالحياة. - باللغة الانكليزية و الألمانية و الفرنسية، كل سنة ، مجمعات اللغة بتنشر قاموس جديد للغة ، عكس الفصحى اللي تقريبا من Hيام ابو الأسوَد الدؤلي و رفقاتو فيها نفس الألفاظ و بتتبع نفس القواعد و القوانين ، و اذا كان في شي تغيير أو تعديل ف هو طفيف و ضئيل مقارنة مع تسارع الحياة و سرعة التقاط و نحت المصطلحات في اي لغة… ، يعني باوروبا مثلا بيطيلعو قاموس لسنة 2011 لألفاظ اللغة الفرنسية الجديدة، و طبعا بيشتغلوه خلال عام 2010 ، و لما بيطلع القاموس بعام 2011 بيكون عالأرض صار في ألفاظ جديدة، يعني ما عم يلحقو الجماعة … ليش ؟؟
اللغة تعبير حقيقي عن التغير و النشاط المادي و الحركة بالمجتمع الحي (بمعنى المجتمع الغير راكد) و تبعا لهالحياة فاللغة بصيرورة دائمة و تغييرية (بدون أحكام قيمة متل جيدة أو غير جيدة أو تقدم أو تراجع …) دوما في مفاهيم و مصطلحات و تعابير و امثال شعبية تـُخْـتَرَع و تـُضَاف الى اللغة ، و هون منرجع للعامية و الفصحى تبعوتنا ، عاميتنا عم تشرب و تقبل و تنصقل من لغات تانية مما يجعلها اكتر تعبير عن العصر من الفصحى .. بعدين ما بدنا ننسى الحمل الميثيولوجي (يمكن أدق : التيولوجي) تبع الفصحى…اللي عم يربطنا ربط و يحبسنا بماضي مقدس معين…. فهمانين عليي؟؟ - هلق العامية السورية مو معناتو انو لازم اكتب بلهجة حمص أو الشاغور .. لا بل هناك لهجة عامة تشترك بمفردات كتيرة ممكن نعممها و تصير اسمها “السورية” ، بدكون ذكركون بانو الحقيقة بنت المؤسسة (ايديولوجية أو اقتصادية أو اجتماعية أو كلهن سوا….) ع قولة ميشيل فوكو؟ و انو المؤسسات فيها تكرس نوع من انواع الحقيقة على انها “الحقيقة” بأل التعريف بمعنى تعطيها مصداقية و تخترعها ، و بعدين تطرحها للإستعمال بالشارع … فـَ بيجتمعو هالعلماء تبعوت اللغة (و المفروض يكون مـخهن كبير هدول الجماعة) ، و بيطلعولنا بصيغة ” لغة سورية” وحدة ، اذا مانـّا قادرين نوصل لصيغة وطن واحد ، بلكي منوصل لصيغة لغة فكر مكتوبة وحدة ؟؟؟
- انا كمان ضد الحمل القيّمي لكلمة “فصحى” لأنو معناها “جلي” و “واضح” و “البيان” و “الحق” و “الكمال” وبعد شوي بيقلولك “الله” و عالنقيض من ذلك “لا فصحى” معناها “إمالة” و “يلْحَنُون” و “اعوجاج” و “لا-استقامة”…الخ ، انا مع انو تصير مثلا العربية الكلاسيكية ، أو العربية القرآنية …. و الباقي يصير “العربية السورية” و “العربية المصرية” …. الخ
- في عالم بتقلك انو السريانية هي اللغة السورية الأصيلة، و انو صار اندماج مع العربية و طلعت اللهجة السورية الحالية … بس منين اجت هالسريانية و شو بنيتها !! انا بحب سميها الآرامية …ليش؟
خلونا نراجع شوي شو هيي اللغة الآرامية و ندقق المفهوم (نحددو عالأقل تاريخيا) ؟
في عندكون انو الشعوب اللي سكنت هالمنطقة و بالقرن 7 قبل الميلاد كتبو اللغة المسماة آرامية، يعني صارت مكتوبة و معروفة بـ “الآرامية” ، و بعدها كان في آراميتين ،الأولى في سوريا الداخلية (تدمر …) و التانية بسوريا الساحلية (فينيقيا تاريخياً) .. هلق الفرس انتصرو عالأشوريين بالقرن 5 قبل الميلاد و كان ما يسمى “الآرامية” لغة الدولة الرسمية ، و كان اليهود يحكو شي اسمو “الآرامية التناخية” و “الأنباط” يحكو ” لهجة آرامية” و ما بدكون مين يقلكون انو النبطية من اول اللغات العربية (حتى في دراسة جديدة انو عربية القرآن هيي نبطية و عربية قريش كمان)…و بعدين اجا عندكون الآرامية الحديثة المستخدمة في الشام وجنوب شرق تركيا (السريانية الغربية) وفي العراق وإيران (السريانية الشرقية ) ، و تكمن اهمية السريانية الغربية انو المسيح حكى فيها(و هيي عالأغلب المقصود لما بيحكو العالم عن السريانية) …هلق من كل هادا انا بدي قول : انو “السورية العامية” هي عبارة عن تزاوج بين “العربية تبعت القرآن = العربية الرسمية” و “السيرورة الآرامية كلها” اللي الآرامية الأولى (تبعت القرن 7) ضلت حاضرة و بقوة في كل الآراميات اللاحقة بالبنية اذا بدكون … اما الألفاظ فهيي كانت في تغير و اشتقاق و ذلك تبعا للنشاط المادي(الجماعة كانو شغالين عهالمستوى ، مثلا بتعرفو انو كلمة الاسطرلاب لهلق اسمها الاسطرلاب بكل لغات العالم لأنو تم انتاج هذا المفهوم بالعربي و اختُرِع بالعربي و هيك الآرامية كمان كانت عم تمشي تبعاً للانتاج المادي) أولا ، و الإنقسام السياسي- الديني (= مؤسسات) ثانيا ، و كمان خلينا نفهم اكتر شو قصدي بالتزاوج “الآرامي-العربي” اذا منشوف طريقة تسكين الحروف الأخيرة بـ”السوري” على غير عادة العرب اللي لا تقف على ساكن (لعبتْ، اكلتْ، قمتْ، قعدتْ …) ، و كمان الإضافات للأفعال متل “انا بكتب، انت بتكتب ، نحنا منكتب ، هنن بيكتبون”… كمان النهاية الشهيرة بالياء لألفاظ متل: (الرسمية =الرسميي، البنيوية = البنيويي ، القوية=القويي ، الضعيفة = الضعيفي) ….. في بنية آرامية بحكينا السوري يا اخي و كتير واضحة … عداكون عن الألفاظ اللي بس اتحولت لـ اللفظ العربي يعني الفونيتيك
phonetics / φωνητική
بس هو اللي تغير ، لاحظو الجملة الشهيرة التالية : “ايلي، ايلي لم شبقـتـنـي” (الهي الهي لـماذا تخليت عنـي = الهي الهي لم تركـتـنـي) ، انها و بحق بنية عربية بألفاظ غير عربية (سريانية غربية = بنت السيرورة الآرامية سابقة الذكر) ..و انا اعيد و أكرر ، لا أريد اقصاء اي لغة بل اعطاء الهامش للجدل بينهما و بطريقة تنافسية عادلة مما يتطلب انو قونِنْ العامية (حط قوانين و قواعد و قواميس)، و خلينا نشوف شو رح تعمل أمام سلطة العربية الكلاسيكية ؟ انا برجح الإنتقام، هههههه .. بس خلونا نشوف !! - بعدين ، ليكني عم اكتبلك بالـ(العربية السورية المتزاوجة بالسيرورة الآرامية التاريخية) ، و ما بظن انكون مانكون قادرين تفهموني ، مانها منيحة لحالها هي ؟ و ليكنا عم نحكي، انتروبولوجيا و لسانيات و فلسفة و علم اجتماع و ما احلانا و كلو تمام.
- عموما ، الشارع سبق علماء اللغة (متل ما سبق المعارضة)، لأنو فعلا و عمليا بيحكي عامية و بلش يكتب عامية، و بلش يواجه مشاكل بالكتابة و يتغلب عليها ، أحيانا باختراع شغلات جديدة و احيانا بتطبيق قواعد عربية كلاسيكية …. أما علماء اللغة ف متل المعارضة ، متخشبين و متحجرين و ما بدهن التغيير بالآليات و البنى … التغيير جايي سواء بدكون أو ما بدكون … ف يا بتقرو دروس التاريخ و بتاخدو العبر، يا أما بدنا نكنّسكن مع كل الغبرة و الوسخ اللي معبى سوريا .. لأنو الشارع رجع للحياة.
عاش الانسان ويسقط أي نوع من أنواع الاستبداد
———————–
شالوق مصياف
تعليقان
أنا أعتقد أن اللغة الفصحى هي التي ستغلب في النهاية، ربما بعد أجيال، لكن مصير الدول العربية كلها، ليس أن تعود إلى اللغة الفصحى، بل أن تصل إلى لغة أو لهجة موحدة، ستكون معظم مكوناتها من الفصحى، لسبب بسيط هو أن الفصحى مفهومة في جميع البلدان العربي، وهي لغة الإعلام، وهو ما لا يمكن لأي لهجة أن تصل إليه نظراً لمحليتها.
في انكلترا …وفرنسا والمانيا …الشرط الاساسي هي معرفة لغة البلد الام..الفصحي . وهم يرفضون اي تحريف للغة .واي خطأ بحرف تحاسب عليه ……وتجد قواميس للتصاريف في مكان العمل حتي للمواطنيين الاصليين….ولايفيدك…وربما قد يضرك من ناحية العمل ان تتلكم اللغة الانكليزية… في بلد ناطق بالفرنسية.. او الالمانية..و.ايضا .اخطاء القواعد اللغوية . ….اهم من اخطاء العمل …لديهم …حتي بالنسبة للحصول عل الجنسية المهم معرفة اللغة ..والمقصود هي اللغة الفصحي …لماذا الاخرين يقدسون لغتهم …ويرفضون تمييعها الي لهجات …ونحن لدينا كنز لغوي …ممكن المناداة بالتبسيط لان اللغة العربية هي الاثري بالمفردات عالميا بلا منازع …وممكن استعمال المفردات الاسهل …..مثلا في العربية هناك عشرات المفردات لكلمة حصان ..وهي غير متطابقة ..يعني كميت حصان سريع ..مثلا وما شابه ..لكن التبسيط باستعمال كلمة حصان …يقال انه رغم كثرة المفردات لكن ليس هناك مفردتين متطابقتين تماما…..اسرائيل تعود للغة العبرية.. الشبه منقرضة ……يكفي اللغة العربية فخرا ..الف التثنية الغير موجود في اغلب لغات العام ..يكفي بحرف واحد تعرف المعني بينما تحتاج كلمتي بالانكليزية او الفرنسية او الالمانية ..ايضا تاء التانيث ..ولام التوكيد… كلها بحرف واحد تعرف المعني …بينما تحتاج كلمات طويلة اضافية لتاكيد الفعل بالفرنسية اوالالمانية او الانكليزية ..اللغة هي اناء ..ومشكلتنا ليست الاناء… لكن من يحمل الاناء وماذا تضع فيه …هل تضع فيه ذهبا…. ام خردة