ياسر شمس الدين محمد
أنصار معاوية، الملك لنا !
أنصار علي، لقد نازعتمونا فى أمر نحن أحق به منكم !
هكذا هى الخلافات دائما فى عالمنا العربى تجيش الجيوش ويقتل الناس من أجل فتات يرفع الجميع قميص عثمان فى وجه الآخرين نحن أحق بالملك منكم نحن أصلح لعمارة الأرض وقيادة الناس نحن نعرف ماذا يريد الناس وأنتم لا تعلمون شيئاً ! لا تصلحون ولا تريدون الإصلاح إذا فإنه السيف لا مناص ليقتل أحدنا الآخر ومن يبقى يكون الأصلح والأقوى والأعدل…
الهزليه والعبث تطغيان على هذا المشهد،
ولكننا الآن تجاوزنا هذا الأمر وأصبح عندنا إسلامين، الإسلام السنى والشيعى، ونحن الآن بعد مرور قرون نظن أننا أرقى وأنضج مما كنا من قبل…
ولكن نفس المشهد العبثى الهزلى يعود فيتكرر فى مصر،
فصيلين متحاربين يرفعون قميص الثورة كل فى وجه الآخر أنصار الفصيل الأول ينادون بأحقيتهم فى الملك والفصيل الثانى يشكك فى تلك الأحقية والنتيجة الحتمية هى الصراع على كافة الأصعدة والمجالات
والنتيجة، ضياع البلد وضياع المال والأهل والوقت….
الكل يتاجر بقميص الثورة الان وينسون أن التيار اليسارى والتيار الإسلامى ليس لأحد منهم فضل على الآخر بل إن الفضل يعود لهذا الشعب الذى انتفض ليس انتصارا لأيدولجيا معينة ولا انتصارا لفصيل بعينه بل انتفض من اجل نيل حق تم سلبه منه عبر السنين من أجل مستقبل أولاده وليس لكى يتصارع فريقين لا يمثلون الا قدرا ضئيلا جدا من هذا الشعب…
إن المصريون يكادون يطلقون الصراخات تلو الصرخات كى ينتبه المتصارعون لمشاكلهم وإلا سيثورون مرة أخرى فى تلك الوجوه القميئه التى تشعل نار الفتنه فى هذا المجتمع…
الصراع الشيوعى الإسلامى فى مصر قديم بقدم الحراك السياسى المصرى ويحمل تاريخا لا بأس به من سفك الدماء والوشايات والخلافات القديمه التى تنعكس الان على واقعنا الكل يريد القصاص لتلك الفترات القديمه وتلك الهزائم التى منى بها كل طرف من الطرف الاخر ولا يفهمون ان جيل الشباب من كلا الطرفين لا يحمل نفس الضغينة والكره لأحدهم الاخر فقد قاوموا الطاغيه معا وماتوا فى نفس الميدان معا ودافعوا عن بعضهم البعض وتأبى النخب من كلا الطرفين أن يروا الوضع على هذا الحال وإلا من سينتقم لخيباتهم الماضيه من سينتقم من محاوله قتل عبد الناصر فى المنشيه فى الخمسينات او من سينتقم لقتل سيد قطب فى الستينات…
قريبا سيتحرك الشباب معلنين رفضهم لتلك النخب المخربة، وسيدفنون قميص عثمان بجواره، فهم يريدون الخير لهذا البلد لا ان يثيروا النعرات الكاذبة والثارات القديمة…
لقد أسفر الصراع بين على ومعاوية عن وجود مذهب إسلامى يخالف المذاهب الأخرى وأسفر حديثا عن دولة شيعية…
فهل سيسفر الصراع السياسى بين اليسار واليمين فى مصر عن تفسخ وتفتت تلك الدوله العريقه !!!!!!