تَأتِي الولادةُ والمماتُ سيانِ
تُدمي الحديثَ شوارعُ الأوطانِ
لن تسقطَ الأشجارَ عند جذورها
لكنّها في الريح رقصُ هوانِ
كلٌّ سهامُ الموتِ تدنو نحْره
برسالةٍ كُتبت بلا عنوان
فكأنّنا في بعض فصلٍ دمعةٌ
وكأنّنا في العمر بعضُ أماني
وكأنّ ناياتِ الفراقَ تنوحُنا
ولحونُها موتٌ وقهرٌ ثانٍ
قد تنزفُ الأزهارُ بعضُ رحيقِها
أو ترشفُ البيداءُ نزْفَ بيانِ
لا ليس بعضُ الاغترابِ بطبعنا
صبرٌ جميلٌ لا ينوءُ بدانٍ
يا عابراً بالدّار بعد غروبنا
هلّا قرأتَ السّرّ في فنجان
ما بانَ من خطّ البداية مثلما
قد بان من لوحٍ يهُزّ كياني
فإذا قرأت فهاكَ صوتاً صارخاً
لا تسكنوا للظلّ كالعميان
إنّي رهينُ المحبسين بطوعهِ
ورهينُكم في الآه رجفُ بنانِ
هلّاوقفتَ بذي الحياة مجاهراً
فالحقّ قُدّ اليومَ بالطغيان
إنّي لتعبُرني البحارُ وموجُها
منّي يفيضُ بلطمةِ العِصيان
و سأشربُ الاملاحَ من قطراته
أبغي الفراتَ اليومَ لا تنهاني
لا تستخفّ بقولتي لكأنّها
جاءتْ كيومِ البؤسِ للنّعمان
هذي الجراحُ وما لغيمي موطنٌ
تبقى الدموعُ بذي السماءِ تعاني
قد تكتوي بالنّار ِكلُّ قصائدي
أو تنتشي بالنّور من تحناني
يا بعضَ بعض الأبجديةِ ينحني
من صوبِ شعرٍ حرفُهُ غنّاني
فيطيعني في بعضه وأُطيعهُ
يا حرفُ مَن سوّاك أو سوّاني
ورأيته يرنو إليّ كعاشقٍ
ويعيدني للحبّ ما أشقاني
هل بعد شِعري قد أراني ضائعاً
أم بعد شعري في الشآم أراني
الشاعر محمد طكو