العقيد المنشق عناد العباس من بلدة حالات التابعة لمنطقة تلكلخ ضمن محافظة حمص، من مواليد عام 1969 م، درس الحقوق في جامعة دمشق وتخرج منها في أوائل التسعينيات، ثم تدرّج في الرتب والمناصب العسكرية ضمن تخصصه في مجال الحقوق وكان أهمها شغله بمنصب رئيس قسم ديوان وزير الداخلية سابقاً. كان الإبن البار لأهالي منطقة تلكلخ التي غمرهم بحبه لهم ومساعدته لكل من لديه اشكالية أمنية في النظام الديكتاتوري، كما عرف عنه صدقه ودماثة خلقه. مع بداية الثورة السورية المباركة وقف وقفة الرجال الشرفاء أمام زملائه الذين يعملون في مكتب وزير الداخلية محمد الشعّار وتعرض للتحقيق والمسائلة أكثر من مرّة، ثم قدّم استقالته فرفضها وزير الداخلية وتحت ضغط منه قبل أن يتم تحويله ليعمل معاوناً لمدير منطقة السلمية، فسخّره الله عوناً لثوارها بما يستطيع من منعٍ لإطلاق النار أو تحذيرٍ للثوار من هجوم الشبيحة والقنّاصة حسب التوجيهات التي ترده.
حمل العقيد عناد العبّاس بانشقاقه الميمون معه حب أبناء منطقته تلكلخ وحبّ أهالي السلمية، بل وحبّ جميع أبناء الوطن. مقابلته التي بثت عبر قناة العربية أظهرت حجم معاناته قبل انشقاقه حيث كان شاهداً على التقارير اليومية التي ترد من مختلف المناطق ومن ثم تعد بشكلٍ يومي كتقريرٍ موحد يصدر من مكتب وزير الداخلية محمد الشعار لتصل إلى الرئيس بشار الأسد حيث ترد منه التوجيهات بالقمع باستخدام جميع الوسائل ومنها القتل والتشبيح. كما وأظهرت المقابلة معدنه الأصيل ووقوفه في صفوف الثورة قدر الإمكان حتى انشقاقه الميمون. وكوني من أبناء منطقته التي تشهد له ذلك الشرف وتلك النزاهة، كان من الواجب علينا أن نتمنى له كل التوفيق والسداد الذي يستحقه، كما وتنمنى أن نراه ركيزةً أساسية في مؤسسات سورية الحرّة في القريب العاجل.. تحيةً لك يا سيادة العقيد..
وائل الدندشي