.
.
من شهرين عرفت بمرض رفيقي الأثيوبي اللي وقف جنبي بامتحان المادة الأخيرة و شرحلي ياها بكل تفاني 5 أيام متواصلة…
مرض صديقي هو سرطان الدم او ما يسمى اللوكيميا … لمن عرفت بالخبر، بكيت بحرقة قلب عليه لأنو اإنسان بكل معنى الكلمة، الأول على الماستر، شب بأول عمرو، قلبو طيب ووووو …
جمعت قواي و استندت على خبرية من مسؤولة الجامعة بأنو المدينة الي أنا فيها بألمانيا فيها أقوى الدكاترة وهي اأافضل لهاد النوع من السرطان. رحت زرتو بلمشفى بعد ما عملتلو حلويات عربية بحبها و كتبتلو قصة مصورة عن ليش لازم يناضل و ليش لازم يهزم المرض … أكيد مو منشان يكمل دراسة وماستر !!
خبرتو خبرية صغيرة عن انو الحياة رح تختصر بكل تفاصيلها بالحب الي ناطرو … بلحظة وقع بغرام بنت أحلامو و يطلب ايدها للزواج و شرحلتو بالقصة المصورة كيف رح يصير عندن بيبي شقي و يكبر و يطالب بشراء جرو و هيك قصص عن تفاصيل الحياة البسيطة الي بتستاهل كل نضالنا ….. الشب لاقى تعاطف من كل أصدقائنا بالماستر و حقيقة فاجئوني عن حجم العمل الي عم يعملوه منشانو من انشائن لمجموعة على الفيس بوك لدعمو اسمها
all for one and one for all
بيعن للبيرة والحلويات منشان يجمعولوا مصاري، تسمية فريقنا كرة القدم باسمو، تمديد الفيزا
ومن كم يوم طلبوا منا مقطع فيديو نحكي فيه كلمتين و نشجعو يعيش ويحارب المرض.
أنا معاد زرتو ومعاد فكرت فيه ولمن طلبوا هاد الفيديو لتشجيعوا على الحياة، حسيت إنو عمل بدو يحجز جزء من وقتي ومجهود !!! اليوم تسائلت يا ترى معقول أنا قليلة أصل، معقول نسيت اللي عملي ياه اينكدا و قديش أنا عم كافح بهالعالم المادي اللي حواليي لحافظ على الطفلة الي جواتي و لكون إنسانة قبل أي شي …. معقول إسقط قدام اول تجربة للانسانية انحطيت فيها وأثبت لاانسانيتي …… جواب هي الاسئلة حجز جزء من وقتي اليوم و أصريت أعرف شو يلي تغير فيي … لقيت جواب هو قاسي بس حقيقي (عكلن بعمرها ما كانت الحقيقة حلوة وإلا بطلت تكون حقيقة)
طلع معي التحليل التالي :
أنا بنت شعب عم يموت فيه شباب متل الورد برصاصة غدر ومن دون أي سبب كل يوم كل يوم … وقالتلي وحدي من جماعة منحبك بأحد التعليقات : إنو وزيادة عليهن حق الفشكة اللي ماتوا فيها !!!
وطبعا تعليقها هاد حصل على 5 لايكات من بقية المشبحين …..
شباب بلدي، أنا ما عم لحق زورن بالمشفى او اكتبلن قصة ملونة … احكيلن فيها عن الحب !!!
عم يموتو بسرعة وبتواتر، لدرجة دوبنا عم نعرف اسمائهم، مهنتم و يمكن بالكتير قصة الساعة الأخيرة الي سبقت وفاتهن …
أنا بنت شعب بدنا فرق كرة القدم بالعالم كلو، إذا بدنا نسمي كل فريق على اسم شهيد …
أنا بنت شعب، الفيديوهات الوحيدة اللي عم تتقدم للجرحى اللي نفدوا من الموت من قبل التلفزيون الرسمي هي أدلة على إنو الله لايعطيكن العافية لأنكن مخربين !!! وأقلو إنو انتو كنتو أجندة عم تخدم اسرائيل … وهيك بكون عنا دفع معنوي واحد لإلن وهو إلى الهاوية، و إنو الموت صار ارحم من إحساسك إنك بمظاهرة ناديت فيها بالحرية صرت قاتل فلسطين وخاين القضية…
أنا بنت شعب دكاترتو عم يقتلو الجرحى بالمستشفيات الحكومية، و بقمة انسانيتن بيسلموهن للامن اللي بطمنك إنو هو الأفضل على مستوى العالم لهذا النوع من السرطان !!!!!
بجوز هلأ قدرت إفهم صعوبة القرار الي كان لازم ياخدو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بفيلم الصخرة “ذا روك” لمن بكون قدام خيارين يا إما يقصف سجن فيه ارهابيين عم يحتجزوا رهائن و يقتلن سوا، أو يسمح للإرهابين بقصف لوس انجلوس و محيها عن الخريطة بمن فيها من سكان…
وبعالم الأرواح خلافا مع العالم المادي، ما فيك تحسبها إني بقتل 50 مدني أحسن من قتل 50 ألف مدني لأنو الموضوع أعمق من هيك … كونو بيتعلق بحياة فردية لكل شخص …
ورغم معرفتي لهلشي و ادراكي لإلو … عقلي الباطني كان عم يعتبر اينكدا رقم، إنو شخص واحد بيموت ما رح يأثر فيي، قد ما عم يأثر الأعداد الهائلة من شباب بلدي الي عم يموتو كل يوم، و برصاصة عقولة المنحبكجية خسارة حقها فيهن !!!!
و آآآآآآآآه يا بلد …
.
ملاحظة : طبعا عملت الفيلم لرفيقي و قلتلو انو يقاوم المرض …. واعتبرتو روح بتستحق تعيش ولازم ساعدو بكل الي بقدر عليه رغم كل شي ….
.
.
.
بقلم: شذى.