مقال من الدير شبيغل
كتبته: رانيا سلوم
نُشر بتاريخ: 23.09.2012
تجدونه على الرابط التالي: <انقر هنــا>
ترجمه: A.ALH
بالنسبة للاجئين المسيحيين من سوريا، فإن الوضع خطير للغاية خوفا من اعتبارهم خونة، فقليل منهم يجرؤ على قبول المساعدة. و بعضهم يخشى كلاً من نظام الأسد والثوار.
جمال يعيش في خوف دائم. عندما استقل هذا الشاب النحيف ذو الاثنين و عشرين عاماً -مع لحية شقراء ميَالة للحمرة- حافلة للنقل العام من بيروت إلى زحلة في وادي البقاع، فانه ظلَ صامتا طوال الرحلة. انه يخاف من جذب انتباه الركاب اللبنانيين بسبب لهجته السورية. فوادي البقاع هي معقل قوي لحزب الله، المتحالف مع النظام السوري. و خلال الأشهر الأخيرة كانت المناطق التي يهيمن عليها حزب الله ساحةً لخطف السوريين مرارا وتكرارا.
جمال يخاف قبول المساعدة. في لبنان لا يوجد لمخيمات للاجئين السوريين. فللحصول على المساعدات من البطانيات والمواد الغذائية، والشامبو، يتوجب التسجيل مع إحدى الجمعيات الخيرية أو مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. “عندما أسجل اسمي كلاجئ فأنه ينتقل إلى السلطات اللبنانية و منها إلى السورية”، كما يعتقد.
و يحذر معظم اللاجئين السوريين في لبنان بشأن الاتصال مع وكالات المعونة. فلبنان و منذ فترة طويلة تعتبر الفناء الخلفي لدمشق. وعلى الرغم من أن العديد من هذه المنظمات تؤكد أنها لن تكشف قوائم الأسماء، إلا أن كثيراً من اللاجئين لا يثقون بذلك. بالنسبة للمسيحيين، فإن الوضع خطير للغاية.
— المسيحيون خائفون من اعتبارهم خونة:
“الحكومة السورية تنتظر من الأقلية المسيحية الوقوف إلى جانبها”، تقول ميرا شلانغيان وهي المسؤولة عن اللاجئين السوريين في مركز كاريتاس للاجئين في زحلة. “المسيحيون يخافون من أن يوصموا بالخيانة وألا يستطيعوا العودة إذا عرفت الحكومة بشأن فرارهم.”
فمنظمة كاثوليكية كالكاريتاس أو غيرها من الكنائس المسيحية لا تزال تحوز على ثقة المسيحيين السوريين على الأرجح. في كاريتاس زحلة تم تسجيل 180 عائلة مسيحية من سوريا و في كنيسة الروم الأرثوذكس في زحلة حوالي 340 أسرة حوالي 3330 شخص معظمهم من المسيحيين. وقد تم تسجيل معظم العائلات في كِلا الكاريتاس و الكنائس. تقول ميرا شلانغيان ” لم يتم تسجيل أياً من المسيحيين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على الأغلب ”
و بالنسبة لموقف اللاجئين من النظام و الثورة , فذلك يعتمد على ظروفهم الشخصية . لقد جاء جمال من صحنايا، إحدى ضواحي دمشق، الآمنة نسبياً. ومعظم من يقطن هناك من المسيحيين و الأقلية الدرزية.وقد بلغ سن الخدمة العسكرية الإلزامية حيث هرب منها كما فعل العديد من أصدقائه. “أنا مع الجيش السوري الحر”، كما يقول عن الثوار المسلحين. “أنا أعرفهم فبعضٌ من أصدقائي معهم”
— نحن مع النظام و لسنا مع الفوضى :
ومع ذلك، هناك أيضا من العديد من المسيحيين من صحنايا لا يزالون موالين للأسد إنها “اللجان الشعبية “. هذه “اللجان الشعبية” قد أنشئت في كثير من مناطق الأقليات، للدفاع عن أنفسهم ضد الثوار. أنها تحصل على أسلحتها من قبل النظام السوري، وفي بعض الأماكن تنضم هذه الميليشيات إلى قوات الأسد ضد المدنيين السنة. “في اللجنة الشعبية لصحنايا لا يوجد مسيحيين إنهم فقط من الدروز ” يركز جمال.
و بالنسبة لمسيحي آخر وصل حديثاً إلى زحلة يقول : ” يظنون أن المسيحيين جميعاً في صف النظام , من الواضح أن ذلك ليس صحيحاً , نحن لسنا مع النظام , نحن مع الدولة ضد الفوضى ” يشرح أبو الياس.
تقريبا كل من المسيحيين السوريين في زحلة من القصير، وهي بلدة قرب حمص. وهي المكان الوحيد الذي وجدت فيه حالات من التهديدات و الهجمات المنظمة ضد المسيحيين.
لقد فر أبو الياس وعائلته منذ ستة أشهر من القصير. لقد اعتبره الثوار كافراً و أنذروه بضرورة إخلاء منزله خلال نصف ساعة و إلا قتلوه , فحزم أمتعته و اصطحب زوجه و طفليه و اختفى.
— لا أحد يعرف من هؤلاء الثوار :
“من هم هؤلاء المسلحين” يسأل أبو الياس.و يقول انه لحوالي نصف السنة شارك في المظاهرات ضد النظام. وقال “اعتقدت أنها ربما أن تحسن شيئا في النهاية، فنحن نريد المزيد من الحرية، وغذاءً و موارد طاقةً أفضل.” في القصير لم يكن هناك قط مشاكل بين المسيحيين والمسلمين المحليين.و ذلك لأكثر من ألف سنة مضت في سوريا، حيث يعيش المسيحيون والمسلمون معا، لقد كنا دوماً فخورين جدا. و لكن تم تعزيز خط الصراع الطائفي في البلاد من قبل نظام الأسد بين السنة والعلويين. “ثم أتى هؤلاء الرجال الذين لم نرهم من قبل، وسمونا بالكفار”، قال أبو الياس.
لا يتمكن أيا من المسيحيين الذين فروا من القصير من ذكر اسم الجماعة المتمردة التي تعمل هناك. بالنسبة لهم، إنها فقط “الجيش السوري الحر”، كما تدعى المظلة التي ينضوي لها الثوار المسلحين . و من غير الواضح إذا كانت هذه الجماعة المتشددة من السوريين، أو أنها قد تضم متطرفين أجانب في صفوفها. و لكن كلما طال أمد الحرب في سوريا ، يزداد القلق من أن مثل هذه المجموعات، مثل تلك التي وجدت في القصير ستنتشر بالفعل.
من حلب، وردت تقارير تفيد بأن المجموعات المتطرفة سوف تبدأ هناك أيضا، باستهداف المسيحيين على وجه التحديد. كما وردت أنباء عن تسليح المسيحيين للوقوف ضد المتمردين، الذين يُنظر إليهم كغزاة ريفيين جهلة. هذه النظرة التي يشركها معهم العديد من سنة lsdpd,kحلب المدينة.
على الرغم من هذه المخاوف، فجمال الفار وبطبيعة الحال يخشى “أن نحكم من قبل الإسلاميين في النهاية،” كما يقول. ويضيف “لكن النظام هو الأسوأ، فإذا وجدوني، فأنا ميت”