في كل حوار يدور بيني و بين احدهم حول موضوع الثورة غالبا ما يستدرجني محاوري في النقاش الى نقطة يعتبرها الكثيرون منزلق خطر تستحق التريث و التبصر، من باب الحكمة و بعد الأفق كما يصفونها. إنه السؤال التقليدي: من او ما هو البديل؟ و السؤال طبعا مشروع و جدير بالتفكير لكنه برأيي ليس سببا كافياً للتراجع عن قرار اتخذه قطاع كبير من الشعب السوري لتحمل أعباء نداء الحرية و مطلب الكرامة.
لقد اثبت الشعب السوري تحليه بدرجة عالية من الوعي و الإدراك لدرجة أذهلت النظام نفسه. فمن وحي تركيبة شخصيته الوطنية و عمق ثقافته استطاع هذا الشعب الرائع تنحية كل ما هو غث فاسد و انتقاء أنبل مسببات النجاح لثورته. انه الشعب السوري الذي أعتمد المصداقية منهجا فنبذ الفتنة الطائفية و فرض السلمية رغم كل نوازع القهر و رفض التدخل العسكري الأجنبي. هو نفسه الذي ميز الأشخاص، الملتوي من المباشر و الغامض من الواضح، و هو نفس الشعب الذي عرف طريقه و اختار بقلبه قبل صوته من يغني للحرية باسمه.
ذكرت ذلك ردا على كل من لا يزال يسأل بخبث او بطيب نية عن البديل لأني أرى أن شعبا بمثل هذا الخلق و هذا المنسوب العالي من الفطنة الوطنية “ما بينخاف عليه” لكي يختار ما يرضيه و الأهم من ذلك كله أن البديل، كائنا من كان، لن يستطيع بعد اليوم لا هو و لا غيره ان يفرض عل الشعب السوري ما لا يريده او يقبله لعلمه اليقين بأن هذا الشعب الذي وقف في وجه أعتى الأنظمة و أشرسها فقاوم مخرزها بعينه حتى غلبها لن يسكت عن حقه بعد اليوم.
لقد انتهى ذلك الزمن و صارت اليوم للشعب السوري كلمة ذات وقع مختلف لا يتجرأ عليها أحد أن يتحايل أو يحاول تهميشها فالتجربة اثبتت لمن سيأتي لاحقا أن المارد السوري قد انفلت من قمقمه و هو لا ينوي العودة اليه مجددا.
بالمشرمحي: اذا ما عجبتنا والله ثانية ما بنخليك و سآل عنا شو عملنا باللي قبلك.
تعليقان
أحيي فيك هذه الروح الإندساسية العالية
كلام رائع
اولا: تسلم ايديك/ايديكي، فعلا سؤال كتير بنطرح، بس بالنسبي الي، هاد السؤال يعتبر عتبة الإنفجار، يعني صرت الي بيسألني هيك سؤال بلعن سنسفيل جدودو، سواء كان بحسن نية او بلؤم، ببساطة، لإنو في تحقير و استخفاف ب ٢٣ مليون سوري هاد غير المغتربين… انو ماضل في حدا ينفع غير المتأنزعين هلق! هزلت