في البدء كانت أغنية، كانت حروف أوغاريت، كانت أسطورة تدمر، حبسها الظالم في قفص الذل و الهوان، سرق ألحانها، دمّر شموخ قلاعها، و عبث بالتاريخ، يتيمةً أصبحت و أبناؤها جياع، باهتة بلا ألوان، بلا روح، بلا أمل…
في البدء كانت بلقيس و جنات عدن، كانت حضرموت، كانت ركوة قهوة و مبرك ناقة و شهامة فرسان، ألبسها الظالم الأصفاد، كسر فنجانها، و قتل خيولها، يتيمةً أصبحت و فرسانها بلا تاريخ، بلا روح، بلا أمل…
من تحت أنقاض قصور الأمل التي بنيناها لنحيا خرج صوت سفيرتنا إلى النجوم تصدح بلحنها الخالد ” إيه في أمل ” ، فرد عليها بوعزيزي تونس وخالد سعيد مصر و أشلاء قتلى بوسليم ليبيا، و تعالت الأصوات و مسحت الدماء صفحة الظلام و أضاءت في ليلنا شمعة .
يتيمتان بقيتا تصارعان الجلاد بعيون برّاقة، بأمل يولد من جديد، حمله أطفال درعا، و نساء تعز، رجالات حمص، و فرسان صنعاء، تشيدان قصور الأمل من جديد، تعزفان أغاني السلام، و تلملمان جروحهما و ترثيان شهدائهما، بلا معين، بلا داعم، تستلهمان دماء قرابين الحريّة وقوداً، تزيدهن عقود ظلام الحبس و فاشية اعداء الحاضر اشتعالاً و أملاً .
تعانق اليوم نجوم سوريا الخضراء بياض قلب اليمن، تتهامسان بمحبّة مصابنا واحد، و نصرنا واحد، تصليان لراحة الشهداء و اقتراب النصر… النصر لشامنا و يمننا …
———————
Safo Horria