من حقِّ الإنسان ألا يرد على مكالمات الهاتف المحمول.
من حقِّ الإنسان أن يكونَ كائناً غير اجتماعيّ وأن ينْزعَ إلى العُزلة.
من حقِّ الإنسان أن يرفع دعوى محاولة اغتيال على من يبادره بعبارات من قبيل: “أريدك أنت تكون مثل فلان”، أو: “شايف البحر شو كبير؟ بدي ياك تكون متلُه”.
من حقِّ الإنسان أن يفضّل قراءة الكتب على المشاركة في الأحاديث النّمطية.
من حقِّ الإنسان أن يَسقطَ سقوطاً حرّاً في فجوات أعمالٍ فنية لا قعر لها، وأن يفضّل هذه المغامرة المحفوفة بالمخاطر على الارتطام المحتوم والآمن بسطحية “اليومي” و “العادي” في الأعمال الدّارجة.
من حقِّ الإنسان أن يرفض تسمية الموسيقا النبيلة بالكلاسيكية، ومن حقه أن يصرّح بحبّه لها دون أن يُجابَه بتعليقات استثنائية من نوع: “هل أنت مجنون؟” أو: “كم عمرك؟”. قضيّة التعليقات الاستثنائية، تنسحب أيضاً على حقِّ الإنسان (الرّجل) ترك لحيته.
من حقِّ الإنسان أن يبحث عن الحداثة في بعض القديم وأن يعثر على سبب التقهقر في بعض الجديد.
من حقِّ الإنسان أن يجيبَ بلا على الأسئلة التي تنتظر الإجابة عليها بنعم.
من حقِّ الإنسان ألا يشعر بأنه مسؤول عن جرائم البعض تجاه البعض الآخر، ومن واجبه ألا يتسامحَ معها.
من حقِّ الإنسان ألا يشعر بأنه ضحية جرائم البعض تجاه البعض الآخر، ومن واجبه ألا يبرر جرائم البعض الآخر كرد على جرائم البعض الأوّل.
من حقِّ الإنسان أن يكون يهودياً دون أن يعتقد أنه الأفضل.
من حقِّ الإنسان أن يكون ألمانياً دون أن يُسأل عن رأيه بهتلر.
من حقِّ الإنسان أن يكون عربياً دون أن يكرّس نصف حياته لتقديم شهادات حسن سلوك، ومن حقِّه أن يكون مسلماً دون أن يضطرَّ لتفسير ما جرى يوم 11 أيلول.
من حقِّ الإنسان ألا يشعر بقدسية المقدَّسات، ومن حقه أن يحبَّ ما تمثّله رغم ذلك.
من حقِّ الإنسان أن يزخرفَ بأصابع روحه المآذن الدمشقية وأن يرصِّعَ بقلبه (وفي ذات الوقت) الأعمدةَ الرُّومانية.
من حقِّ الإنسان أن يتَّهمَ اليمينيين المتطرِّفين بالعنصرية، وخاصَّةً إذا كانوا يساريين.
من حقِّ الإنسان أن يدافعَ عن حقِّه بالحياة وليس فقط بالوجود.
محمد محمود صارم