الرئيس اﻷسمر تذكر بالصدفة أن هناك مذبحة يتعرض لها السوريون ورفع من نبرة خطابه، فهل لنا أن نتوقع أن يأتي المدد من قبل العم سام، كما فعل اليانكي حين نزلوا ٳلى النورماندي الفرنسية لتخليص أوربا من النازية ؟
شتان، فأقصى مايطمح له الرئيس “اوباما” هو “ضمان اﻷسلحة الكيماوية السورية لكي لاتقع في يد جهات “غير منضبطة” بما يعني أن نظام العصابة اﻷسدي “منضبط”. هذا يدل على أن للأمريكيين ثقة كاملة بأزلام النظام واستطراداً فأي تدخل أمريكي سيكون في صالح هؤلاء. علما أنه سبق للأمريكيين أن تدخلوا وقت حصار “جبهة النصرة” لمعامل الكيماوي في السفيرة في كانون اﻷول الماضي، قبل تلزيم الموضوع للروس.
الرئيس “اوباما” أثبت أن لا أصدقاء له سوى مستقبله الشخصي، واهم من يعتقد أن هذا الرئيس سوف يصاب “بكريزة” ٳنسانية وأن ضميره سوف يصحو ويتفاعل مع عذابات السوريين. بالنتيجة، فالتدخل اﻷمريكي لن يكون كما يتمناه السوريون، فعل صداقة ويداً ممدودة من وراء اﻷطلسي تساعدهم على التحرر والتقدم. بالمناسبة هذا مافعله الملك الفرنسي “الرجعي” لويس السادس عشر حين مد يد العون للثورة اﻷمريكية وهو ما أسس لصداقة عمرها أكثر من مئتي عام بين الشعبين.
السيد “اوباما” ٳن تدخل فسوف يكون تدخله لصالح النظام بشكل غير مباشر واﻷغلب لصالح تنحية بشار مع الاحتفاظ بهياكل العصابة اﻷسدية اﻷساسية كما هي “وكأنك يازيد ماغزيت”..
الكيماوي هو مايهم السيد “اوباما” لكي لا يضطر للتعامل مع تهديد كيماوي ضد ٳسرائيل أو في المدن اﻷمريكية وليذهب السوريون ٳلى الجحيم بالكيماوي أو بغيره. نظام بشار هدد بتسريب هذا السلاح لأصدقائه داخل “القاعدة” و”جبهة النصرة” ٳن تيقن أنه ساقط والسيد “اوباما” يعرف تماما أن العصابة اﻷسدية تفعل ما تقول.
كفانا انتظاراً “لصديق” لم يبد أي بادرة مودة تجاه ثورتنا ولنفعل كما فعل الفيتناميون في وجه الاحتلال اﻷمريكي.
الفيتناميون كان لديهم الجنرال “جياب” ومقاتلون مطيعون، هكذا تمكنوا بأسلحة خفيفة من دحر المعتدين. هذا مايلزم الثورة السورية، قيادة عسكرية موحدة وثوار منضبطون وكل ماعدا ذلك…”علاك”.
أحمد الشامي – فرنسا
ahmadshami29@yahoo.com
http://www.elaphblog.com/shamblog
نشرت في “عنب بلدي” العدد 63 في الخامس من أيار 2013
http://enab-baladi.com/archives/8502