مصطفى أبازيد
—————————
بابا عمرو …
أعيريني اليوم قلماً حبره من الدماء والبارود كي أكتب…
يا زائراً بابا عمرو اخلع نعليك و احني رأسك فأنت في معبد الحرية .
تخبرك حجارة الحي قصص من رحلوا .
وتردد عتبات البيوت أصوات ضحكاتهم و آلامهم .
ابحث بين الركام والتقط كاميرا عين الحقيقة .
التي ما زالت تروي بصوت رامي السيد حكاية انتصار الدم على السيف .
و بصورة البطل خالد أبو صلاح شامخاً واقفاً كشجر الليمون .كالشوك في حلوقهم .
إلى يمنيه طبيب نذر حياته و أعصابه و اغلى ما يملك ليخفف الجراح
و يوقظ ضمير الإنسانية .
على شماله ريمي و ماري هؤلاء الذين تركوا أرض الآباء و دفئ البيوت و قدموا عبر البحار..
تلبية لنداء الإنسانية..
فكانوا في أرض بابا عمرو أيقونة و صرحاً تزوره الأجيال لتتعلم منه البطولة .
ألقي السمع لصوت صرخات حمزة بكّور ..
و مناشدات هادي العبدلله و محمد العرابي ..
لصدى أصوات الجرحى و المحتضرين و اليتامى و الثكالى و الأرامل ..
تعمّد بدماء عائلة كاخيا ..
و تيمم بطهر ترابٍ ارتوى من دماء عائلةٍ ذبحت بالسكاكين ..
اذرف الدموع دماً , و قبّل ترابها …
التقط بقاياك و قاوم …
احمل الراية و اكمل الدرب ..
فأنت الآن طاهرٌ وحرٌ وحرُ ..
تعليق واحد
أريد الإعتذار
ولكني لا أستطيع ، فعن ماذا سأعتذر ؟!!
ليست كلمة قلتها وأنا غضبى … وحتى بعض الكلام لا يغفره الإعتذار فماذا إن لم يكن إعتذاري عن بعض الكلام
وإن بكيت وأنا أعتذر للأسف ليس لدموعي تلك الأهمية لتغفر الذي أنا بشأن الحديث فيه
أخبروني أنتم فربما تعلمون أكثر مني
هل يغفر الإعتذار ذنبا كقتل بريء ،
هل يغفر الإعتذار ذنبا كمساس عرض شريف
هل يغفر الإعتذار ذنبا كتقطيع أوصال حي دون جريرة
هل يغفر الإعتذار ذنبا كهدم بيوت الأمنين ومدارس الأطفال ودكانين الناس الفقراء
نعم أنا كنت أعلم يا أخوتي أن الإعتذار لا يغفرأيا من ذلك ؟
وكنت أعلم أن الدموع لا تجدي مع الإعتذار شيئا
أنتم أخبروني …
هل تغسل الدموع الدم الحر من على الشوارع وهو يمشي راسما حبل المشنقة الذي ينتظر المجرمين
هل تغسل عيون المغفلين والحمقى اللذين لايستطيعون رؤية الحقيقة و هي جلية تماما ….
هل تطفىء النار التي أضرمت في صدر ثكلى
أم تغسل العرض الذي دنس بيد عاهر مجنون ليس العرض لديه سوى لعبة أخرى تماما كاللعب بأرواح الآلاف الأبرياء
أنا لن أعتذر بهكذا طريقة !!
أريد طريقة أخرى أعتذر بها ، لا طريقة حقيرة لا تناسب الجرم العظيم ، أريد طريقة أعز من ذلك
مللت الدموع أغسل بها الجدران وأمسح بها رؤوس الأيتام ، جدوا لي طريقة أحس بها إني عربي !! طريقة أرد بها العدوان لا أستجدي الحياة بالدموع وأسأل الغفران من المجرمين على براءة الأطفال
طريقة أقول بها للحرة إبنة الرجل الشريف أني قد أتيت لأجلها لأجل قدميها ودموعها ولأجل أنها أختى وإبنة عمي وعرضي
أنا أختكم وأقايض العالم بدمي لأجل دمكم وبعرضي لسلامة أعراضكم ..
ولكني لا أريد حتى هذا الكلام أعتذر به عن صمت العالم أجمع
أريد بندقية وصهوة دبابة لها صهيل يسمعه أولئك الحمقى اللذين لم يسمعوها حين أزفرت نيرانها فوق رؤوس الأبرياء !!