إلى غياث مطر الذي سيهطل ….
لم أعرفك و أنت تجلس أمامي بملابس مموّهة
كنتَ تبدو كمقدمة لأيلول جاف
بينما كنتُ أتمتم و أنا أقرأ اسم الوردة .
كنتَ غريباً كصيف يتبخّر
و شارداً كسرب فراشات .
أردت أن تقول لي شيئاً عن الحرب
و أنت تريني وشماً أزرق على ساعدك
و كنت أسأل نفسي :
ماذا تفعل جمجمة محاطة بالكلمات
على جلد أسمر ؟
و كيف سأقول لك بأنك تبدو كسفينة قراصنة ؟
لكنني عدت للقراءة دون أن أعرف ماذا أردت أن تقول .
هل قلتَ لي حقاً إن صوتي جميل ؟
و كان يمكن لي أن أصنع منه وردة ؟
لعلك زرعت خيالك في حديقة ما
بينما كنت أهذي باسمك و أنا أتذكر من تكون حقاً …
لأنك كنتَ جميلاً كصيف
و شارداً كجملة مبهمة .
كنتُ ذاهباً في صورك القديمة
و أنت تلهو بالجليد الذي بيننا
و تفكّر كالعادة بسرقة تلك الصور من رأسي .
و سألتني : أين تخبيء صوتك حين تنام ؟
لكنني كالعادة لم أقل شيئاً .
بينما كنتَ تبحث بخيالك تحت مخدّتي و بين ملابسي .
و كنتُ أضحك حين أفكر بذلك .
طلبتَ مني أن أعيركَ صوتي ثم ضحكت .
و أنا تخيّلت الدم الذي سينفر كعصفور هارب .
كنتَ قاسياً حقاً و خشناً كنصل مهتريء .
لكنني كالعادة كنتُ سأقول : ولمَ لا ؟
بذلك أكون قد أعطيتك كل شيء
حتى لا تستطيع أن تأخذ مني شيئاً بعد ذلك .
و حين أدرت لي ظهرك و مضيت حاملاً حنجرتي
كان صوتي يختلط بنافورة دمٍ حار
و كنت أرجوك
و أنا أحاول أن أوصيك بأن لا تشتم أحداً بصوتي
لأنك بالأقل تستطيع أن تصنع منه وردة .
________________
مؤنس حامــد