ملك خير
كم أثارت إعجابي و اهتمامي و مشاعري فيلم و قصة التيتانك ..شاهدت الفيلم لأول مرة عندما كنت في الصف التاسع حينها …و رأيت أن تركيز الفيلم على قصة الحب بين البطلين ..وتهميش الكارثة ..ولكن عندما كبرت و قرأت أدركت كم عميق هذا الفيلم و القصة بدلالاتها …..كيف أن صناعها تحدوا القادر فأراهم قدرته …كيف أن العوامل البيئية و الطبيعية التي من المستحيل أن تجتمع بمكان اجتمعت بقدرة الله لتجعل من منطقة غرقها منطقة قاتلة ….من حادثة السراب إلى عدم رؤية السفن الأخرى لها إلى القمر و “اقترابه من الأرض في ذلك الوقت بشكل استثنائي مما أدى إلى فصل جبال جليدية بعدد كبير أكثر من المعتاد ” إلى إلى ……و هناك من رهن حياته للتعرف على أسباب غرقها …و سبب غرقها يتلخص بعبارة أحد موظفي شركة وايت ستار ( المصنعة للسفينة) في 31 مايو 1911 :
“Not even God himself could sink this ship.”
( حتى الله نفسه ..لا يستطيع إغراق هذه السفينة)
سبحان الله
وهناك دلالات أخرى في هذا الفيلم صراحة عشتها عندما خرجنا من مخيم اليرموك … التغريبة السورية .. على.. الفلسطينية : )
حينها لا أدري لم تذكرت غرق سفينة التيتانك …..و خاصة الطبقة المسحوقة و المطحونة التي لا يدري بها احد و يعاملوها وكأنها لا بشر …… و كيف الجميع يريد الفرار و كأنها يوم القيامة و الجميع نفسي نفسي ….أذكر كم رأيت من معاناة البشر على يد البشر ..كيف ارتمى الناس على الطرقات …
لكن مما علق في ذاكرتي صور ذوي الاحتياجات الخاصة وهم يكابدون السير على الأقدام ….و صورة المرأة المسنة المريضة المستلقية على الفراش و قد وصلت يدها بالسيروم و ذاك الشاب الذي جلس يبكي لأنه لم يجد سيارة لينقل حماته و أمه المريضة …….و غيرهم و غيرهم
من سيتحمل حساب عذابات و آلام هؤلاء البشر و غيرهم ……
و لكن من التفاؤل أنه يوجد يوم يدعى يوم القيامة بإذن الله و ستسأل كل نفس لم عذبت و على يد من ؟
ومن التفاؤل أيضاً أن سفينتنا لن تغرق بإذن الله لأنها متعلقة بالله و لا
تحمل غير المستضعفين ولو ذهبنا
ومن التفاؤل أيضاً أن لنا في التاريخ الحديث و القديم و القرآن الكريم قصص و عبر لمن تحدى قدرة الله فأراه الله قدرته
يا رب أرنا بهم قدرتك التي عودتنا عليها