لدى اقتحام مدينة الحراك من محافظة درعا في بداية الشهر الخامس من عام 2011 من قبل الكتائب الأمنية التابعة للنظام السوري, أنهى عناصر الاقتحام مهمتهم بالرقص كما هو واضحٌ في المقطع التالي:
كما نشر الثوار قبل فترة و ذلك لدى الاحتفال ببداية العام الثالث من الثورة مقاطع لهم و هم يرقصون على الطريق الدولي الواصل بين عمان و دمشق بالقرب من جسر خربة غزالة و ذلك كما هو واضح بالمقطع التالي:
بين هاتين الرقصتين نختصر الثورة السورية , بل نختصر البلد كله فالحقيقة الواضحة أن الفيديو الأول يظهر رقصاً غريباً عن المنطقة المقصودة و هي حوران كما أن هؤلاء الأشخاص الغرباء عن المنطقة ظهروا على حقيقتهم كقوات غريبة محتلة , أظهرت نشوتها بالنصر المتحقق على مجموعة من العزل الذين لا يملكون ما يدافعون به عن أنفسهم.
و لكن في الرقصة الثانية يظهر أهل البلد الأصليين و هم يحتفلون باستردادهم القدرة على الدفاع عن وجودهم , انها الرقصة المحلية لحوران , بكلماتها المحببة الى قلوب أهلها و حركاتها التي تظهر الثقة و الطمأنينة.
بين الحراك وجسر الخربة حوالي العشرة دقائق بالسيارة , و لكن الفارق الهائل بين ذلك الزمان الذي كان النظام قادراً فيه على حشد الآلاف , و مهاجمة أصغر شارع فرعي ولو حتى بسيارة ٍ واحدة , و بين اليوم حيث أكبر الألوية التي قام عليها نظام الأسد تتم محاصرته و يعجز النظام بكل غطرسته عن ايصال و لو رغيف خبزٍ الى جنوده المحاصرين ثم يتم السيطرة عليه و القضاء على القوة الموجودة فيه .
اليوم تسيطر قوى الثورة المسلحة على أهم طريق دولي يصل دمشق بالعالم الخارجي , واليوم تفرض ارادة الشباب المسلح نفسها على مناورات النظام المكشوفة و سخافات المعارضة في الخارج.
نوجز الكلام بأن الثورة قامت للدفاع عن الوجود, و عن الحق بالحياة, حيث الحرية هي الحياة, و هي الضامن بالبقاء, و لكن الحرية و الحياة, و هما جسد و روح, لا تتيسران لمن شاء, و انما هما حق مكتسب بجدارة القدرة على التحلي بالأخلاق الحربية, و التي افتقدها الشعب و احتجنا الى كل ما حصل ليسترد البشر رغبتهم بالقتال, و لينقلوا من حيز الرغبة الى حيز الفعل شعورهم الفعلي بالكبرياء و الانتماء لوطنٍ قرروا و أرادوا, ثم قاموا بكل ما استطاعوا لتثبيت الأسس الجديدة لنظامه القادم, والذي يتشكل رويداً محاطاً بكل الصعاب التي نرجو انها ستشد من ازره وتقوي من عوده.
ان الوطن ليس تراباً و حجارةً نعيش عليها , انه ليس انتماءً يحدده ختم الاحوال المدنية , انه قبل كل شئ ايمان و عمل و مستقبل .
وهذا ما يقوم به بعض السوريين…
انهم يصنعون وطنهم .
بوركتم
A ALH