إعداد التقرير : أحمد رعدون
مــجــزرة الــقــبــيــر
القبير مزرعة صغيرة في ريف حماة تقع بجانب بلدة معرزاف على بعد (20 ) كم شمالي غربي مدينة حماة و( 2 ) كم جنوب مدينة محردة، لم يكن عدد سكانها يتجاوز الــ (130) نسمة وعدد منازلها الــ ( 25 ) منزلاً، كانت تقطنها ثلاث عائلات هي (اليتيم–العلوان-الفارس ) .
في يوم الأربعاء بتاريخ 6-6-2012 قامت قوات الجيش النظامي الأسدي بتطويق بلدة معرزاف بالدبابات وأغلقت جميع الطرق المؤدية إلى المزرعة. وقبل غروب الشمس بدأ ذلك الكابوس المرعب وأسدل الليل الأخير بأستاره على قرية القبير والتي عميت عيون ساكنيها عن النور الى يومنا هذا, حيث اّتجهت مجموعة من شبيحة الأسد من قرى أصيلة و الصفصافية و غيرها من القرى إلى هذه المزرعة الصغيرة الآمنة، وبدؤوا يصبون حر غضبهم على أطفال أبرياء و نساء لا حول لهن ولا قوة و أخيراًعلى الرجال حتى يشهدوا ما يحل بعائلاتهم قبل استشهادهم وكانت الحصيلة أنّ :
( 100) شخصاً على الأقل لقوا حتفهم
( 70) شخصاً قتلوا بالسكاكين
( 30 ) شخصاً أحرقوا و هم أحياء
مع العلم أنّ بينهم ( 22 ) طفلا بعضهم لا تتجاوز أعمارهم الشهرين و آخرين تتراوح أعمالهم بين السنة و السنتين
و ( 25 ) امرأة , والباقي من الرجال شباباً وشيباً .
عدد الناجين من هذه المجزرة ( 5 ) أشخاص فقط لم يكن القتل من نصيبهم لكنهم كانوا شاهدين على صعود أرواح أحبابهم إلى السماء مختلطة بألوان الدماء أنجاهم الله ليخبروا العالم بهذا الجريمة الشنيعة, وليزيدونا إصراراًعلى اقضاءعلى هذا النظام الزائل عما قريب .
حتى هذه اللحظة يوجد ( 15 ) شخصاً مختفون من بينهم فتيات و نساء وأطفال لم يُعرف مصيرهم ربما اعتقلوا أحياء أو أموات.
قسوة اللوحة
ينقل لنا الشاهدين على تلك الجريمة أن من بين الشهداء امرأة تحمل طفلها الذي لا يتجاوز عمره الشهرين وكانت ترضعه فدخلوا عليها و انهالوا عليها طعناً بالحراب ورضيعها في صدرها تضمه إلى حضنها و تأبى إفلاته فكانت الحراب تدخل صدره الغض لتخترق صدر أمه .
و من بين الشهداء أيضاً عائلة مكونة من ( 7 ) أشخاص كانوا يجلسون في غرفة واحدة وقد فُتح عليهم الباب و تمّ إلقاء مادة حارقة عليهن قد تكون (النابالم) و أحرقوهم وهم أحياء
والقصص التي نقلها الناجون وتل التي لم تُعرف تقشعر لها الأبدان.
هذه هي آخر اللحظات التي عاشتها مزرعة كان يُطلق عليها القبير.
العالم كله شاهد المجزرة إلا قرية واحدة لم تشاهدها… لقد عاشتها.
و لم يبق أحد في هذه القرية لينتقم من الشبيحة القائمين على هذه المجزرة .
قد كانت هنالك قرية تسمى القبير ….
كان مكتوب على مداخلها ( القبير ترحب بكم ) قبل المجزرة .
أما بعد المجزرة فقد كتب ( أشجار القبير ترحب بكم ) .
كانت هنالك قرية تسمى القبير… رحم الله سكانها لقد كان لها من اسمها نصيب فكلمة “القبير” تعني فيما تعنيه تصغير لكلمة قبر وها هي أصبحت قبراً كبيراً دفنت فيه عائلات كاملة وأحلام أطفال لم يبلغوا سن الحلم و أعراض نساء انتهكت و دنسها شبيحة النظام الأسدي .