صبر درويش- دمشق
———————————-
فلسطينيي اليرموك يستضيفون أخوانهم السوريين
في مخيم اليرموك الفلسطيني، حيث الأصالة جزء لا يتجزأ
من “جينات” الفلسطينيين.
كثيراً ما يتردد في الأوساط السورية تساؤلات حول عدم مشاركة سكان المخيم في ثورة الشعب السوري الثائر؛ وهي تساؤلات مبنية على نقص شديد بالمعلومات، كما سنلاحظ ذلك مباشرةً.
حكاية اليرموك:
ساهمت خصوصية التجربة الفلسطينية إلى دفع الفلسطينيين للانخراط في العمل السياسي مبكراً، ومن هنا لن نجد في الوسط الفلسطيني من هو حيادي او خارج فلك السياسة، فكل الفلسطينيين ينتمون إلى فصائل سياسية مختلفة، أو هم على أقل تقدير منحازين لبعضها.
أحدثت الثورة السورية خللاً سياسياً بنيوياً في العلاقة بين الأحزاب السياسية السائدة وقواعدها، وستنتشر هذه العدوى داخل الأوساط السياسية الفلسطينية؛ هنا سنشهد بروز موقفين حيال ما يجري من احداث في سوريا، موقف القيادات السياسية الذي تراوح بين النأي بالنفس عما يجري، وبين التأييد المبطن للشعب السوري في مطالبه بالحرية؛ وموقف “القواعد” التي أعلنت صراحتاً تأييدها ودعمها لثورة إخوانهم السوريين.
قدم الشباب الفلسطيني منذ اندلاع الثورة السورية أكثر من ستين شهيداً تقريباً، توزعوا على مخيمات العائدين في حمص، واليرموك في دمشق والرمل في اللاذقية، وحماه، وغيرها من أماكن التواجد الفلسطيني باستثناء مدينة حلب.
بينما أجهزة الأمن السوري فستزج بالمئات منهم في أقبية المعتقلات –استطعنا إحصاء أكثر من ثلاثمائة معتقل في دمشق وحدها- ليجري عليهم ما جرى وما يجري على إخوانهم السوريين من قهر وتعذيب.
تشير الملاحظة أن مخيم اليرموك يعد من أكبر التجمعات التي قصدتها الأسر السورية النازحة والهاربة من أماكن قصف القوات السورية –حوالي الألف عائلة نازحة تتواجد اليوم داخل المخيم ومحيطه- وهي ملاحظة تعكس وجود حاضنة اجتماعية –فلسطينية- دفعت بالنازحين لتفضيل المخيم على أماكن أخرى.
في ظل هذه الظروف، تحول الشباب الفلسطيني في المخيم إلى خلية نحل لا تكل ولا تمل، تسعى بكل طاقاتها إلى تأمين احتياجات من نزحوا. فتم تشكيل الفرق العاملة في الإغاثة –مستفيدين من تجربتهم التاريخية- وتم توزيع المهام على ثلاثة محاور أساسية:
تأمين سكن لائق للأسر النازحة أولاً، وتأمين المستلزمات الغذائية والألبسة وما شابهها ثانياً، وتوفير الدواء والطبابة لمن يحتاجها من الأسر السورية ثالثاً؛ فالفلسطينيين هم من ردد في المظاهرات: (إلى النازحين السوريين: بيوت اللاجئين الفلسطينيين بانتظار شرف استضافتكم).
كل ما ذكرناه آنفاً –وهو غيض من فيض- يعكس “تورط” الفلسطينيين في الثورة السورية، فلسان حال الفلسطينيين يقول أن علاقتنا –من الآخر كما يحب أن يردد سكان المخيم- مع الشعب السوري وليس مع النظام الحاكم، وهو خيار أصيل لا يفاجئنا بطبيعة الحال.
بيد أن للمشهد السابق ما يشوبه، ككل مشهد اجتماعي- سياسي آخر، فكما لكل مدينة وجماعة سورية “شبيحتها”، كان للفلسطينيين أيضاً شبيحتهم، والذين تمثلوا بشكل خاص بما يدعى القيادة العامة فصيل أحمد جبريل سيء الصيت. هؤلاء ومنذ البداية أعلنوا ولائهم المطلق للنظام السوري، وقاموا بدور القوى الأمنية في المخيم، فتكفلوا بقمع المظاهرات المناوئة للنظام، كما لاحقوا الناشطين السياسيين واعتدوا عليهم، وساهموا في تسليمهم لقوى الأمن السوري. كما حاولوا تشكيل “لجان شعبية” بحجة حماية المخيم! ما لبثت أن أحبطت هذه المحاولة القوى الفلسطينية الأخرى. ويكفي هنا لتأكيد ما ذهبنا إليه، استعادة أحداث ما بات يعرف وفق قاموس المخيم “بأحداث الخالصة” حزيران من العام الماضي. والخالصة كما نعلم هي المقر السياسي لفصيل أحمد جبريل، والذي أحرق في هذه الأحداث على يد الشباب الفلسطيني الغاضب على أثر استشهاد بعض الشباب الفلسطيني في مسيرة ذكرى هزيمة حزيران على الحدود السورية عند قرية مجدل شمس المحتلة من العام الماضي.
لقد كانت رسالة واضحة من قبل الفلسطينيين إلى كل من تسوله نفسه العبث في خياراتهم الوطنية، التي أعلنوها صراحة، وهي خيارات راحت تؤكد على هوية وليدة، تصرّ على تجلي الوحدة التاريخية بين الفلسطينيين وإخوانهم السوريين، وحدة صراع كان وما زال يربطهم ضد أنظمةٍ عميلة ومحتل من الصعب احتمال استمرار وجوده.
3 تعليقات
اعتقد استشهد منهم اضعاف هذا العدد بثلاث الى اربع مرات والله اعلم
واحد واحد واحد سوري فلسطيني واحد ..الله يحميكم يارب ياكريم
اخوكم من السعوديه
على فكرة .. في كتير فلسطينيين عايشين خارج المخيمات من زمان وانا منون و الحمدلله مشارك بالتورة متلي متل اي سوري