عمر أبو دياب
كثرت في الآونة الأخيرة الأحاديث. وارتفعت الأصوات المختلفة حول جبهة النصرة وخاصة بعد تصريح السفير فورد عنها باعتبارها منظمة ارهابية، وكثر العازفون على هذا الوتر حتى من صفوف من يدعون أنفسهم المعارضه السورية، وعليه لابد من قراءة الموضوع بشكل موضوعي وليس هدفا لتوظيف سياسي رخيص…
أولاُ: تنظيم جبهة النصرة فصيل من بين مئات الفصائل التي تشكلت للتصدي للإرهاب الذي زرعه النظام في كل مكان في سورية عبر أجهزته الأمنية، وتشكيلات الشبيحة وما قاموا به من قتل وتدمير بحق الشعب السوري في المناطق التي قالت للنظام ارحل، وماحدث لأحد رموز الثورة ابراهيم قاشوش بأن يذبح بالسكين وتقتلع حنجرته التى صدح بها بالمظاهرات السلمية وتم رميت جثته بنهر العاصي، مثال يلخّص ماجرى من قتل وإرهاب…
ثانياً: إن جبهة النصرة مع اختلافنا معها بالفكر السياسي لم تعمل عمليات عبثية بل قامت بعمليات نوعية وأبرزها اقتحام مبنى قيادة الأركان في قلب تحصينات النظام، وإن أغلب عملياتها كانت تنسق وتشكارك مع فصائل أخرى، والباحث بإمكانه أن يدخل إلى المواقع الإلكترونيه ليتأكد من بيانات العمليات التي وجهت إلى عصابات النظام وقواته…
ثالثاً: إن ما ميز جبهة النصرة عن غيرها من الفصائل التي تعمل في ساحات القتال ضد الارهاب الصهيوفارسي وجود عدد من مقاتلهيا من الأخوة العرب الذين أبَو إلا أن يشاركوا إخوانهم في سورية بالقتال إلى جانبهم رغم كل دعوات أهل الفكر والسياسة وعلماء الين إلى أن الشعب السوري الثائر لايحتاج النصرة بالرجال بل هو بحاجة إلى المال والسلاح والمواد الاغاثية بمختلف أنواعها.
إلا أن بعض الأخوة الذين ثارت حميتهم الإنسانية والدينية نتيجة الإجرام الذي نفذ ته قوات الصهيوفارسيه من مذابح جماعية وانتهاك لأعراض السوريات. دفعتهم إلى الذهاب فرادا إلى سوريا والبحث عن فصيل لينضموا اليه ليؤدوا واجبهم بالدفاع عن اخوانهم .
رابعاً: إن ما ميز بعض الأخوه العرب هو عقيدتهم الدينية وحبهم للشهادة مما دفهم للمشاركة ببعض العمليات النوعية التي تتطلب اقتحام مواقع محصّنة والقتال بها إلى حد الشهادة، أو بداية الاقتحام تتطلب عملاً استشهادياً لكسر الطوق الحصين للموقع المستهدف.
خامساً: لنتذكر أمراً قبل أن نحاكم هؤلاء الأخوة الذين هجروا بلادهم وعائلاتهم لنصرة أهلهم في سوريا أنه حين هجم الأمريكان على العراق لاحتلاله هبّ مئات من الشباب السوريين وذهبوا الى العراق للدفاع عنه، وعندما علمت الاجهزة القمعية لبشار الأسد أن هناك سوريين لديهم الشجاعة والكرامة بأن يقدموا أرواحهم دفاعا عن بلد عربي من غزو خارجي حرك بعض أدواته ليدعون إلى الجهاد بالعراق وراحوا ينظمون رحلات لهذه الغاية(أبو القعقاع) نموذجا .
وبعد عودتهم دخلوا السجو ن والتحقيق المستمر معهم لأنهم أظهروا نواياهم الأخلاقيه بنصرة إخوانهم بالعراق. وعددا لابأس به منهم استشهدوا على أرض العراق علما أن أغلبهم نعرفهم لايملكون فكراً معيناً عندما ذهبوا ولكن حركتهم كرامتهم للدفاع عن أهل العراق.
سادساً: وبما أنه أجمعت الفصائل الموجودة في ساحة العمل المسلح في المناطق المتواجد فيها جبهة النصرة إنها فصيل تعمل لإسقاط النظام ولا تظهر أجنده أخرى، وقامت بعمليات مشتركة كثيرة مع غيرها من الفصائل ولم تتبنى أي عملية ضد أهداف مدنية موالية للنظام القاتل.
نعتبرها فصيلاً وطنياً يعمل على إسقاط النظام ونرفض أن توصف بالإرهاب، وخاصة من قبل من لم يصف الشبيحة وتنظيماتها التي تقتل وتذبح الاطفال والنساء وتحرق أجسادهم بالارهاب…