دمشق: لمى شمّاس
سورية بدا حرية
————————————-
على وقع خطى رجال الأمن والشبيحة، استيقظ حي باب شرقي، في الساعة العاشرة صباحاً من يوم الجمعة،حيث أيقظ الأمن سكان منازل الحي طالبين منهم نقل سياراتهم من جانب مقبرة الروم الأورتوذوكس، وبعد صعود مئات الشبيحة إلى اسطح الأبنية المحيطة بالمقبرة، جاء موكب هزيل مؤلف من عشرة شبيحة ومعهم لوائين وعقيد (تعرفت عليهم من رتبهم) وكانوا يحملون صوراً لوزير الدفاع داوود راجحة ولبشار الأسد..
رافقهم عدد قليل جداً من أعضاء الفرقة السيمفونية العسكرية الذين حملوا مع آلاتهم الموسيقية بنادقهم، وكذلك كان حال المصور التلفزيوني المسلح..وقد اقتصر الاستعراض الجنائزي على هتاف “بروح بالدم نفديك يا بشار” بدأ به شبيح، ثم دعى بعده إلى التصفيق ومن ثم هتفوا “يرحم روحك يا داوود.. يرحم روحك يا داوود” وكأنهم يعرفون أن من يتابع الجنازة يهتف “يلعن روحك يا داوود”!وبسرعة ملفتة انتهت الجنازة التي كان الرعب والترقب سيدها، لدرجة أنه قد يهيئ للبعض بأن راجحة كان يرتجف خوفاً من تابوته.!
إذ لايمكن المقارنة بين الجنائز العرائيسية التي كان النظام يقيمها لشبيحته،والموكب الهزيل الذي نظم جنازة وزير دفاع قضى حياته في خدمة نظام لم يجرأ على تشيعيه بجنازة تليق بوزير، وإن دل ذلك على شيء فهو يشير إلى الخوف الذي اثاره الجيش الحر عند ازلام النظام، فبعد أن كانوا يعدون أنفسهم ملوك الشوارع صاروا غير قادرين على التنقل في فناء مقبرة.. ولم تمكنهم أسلحتهم أو سيارتهم التي قطعت الطرقات من تصنع القوة، لأن خوفهم كان أوضح من أن يُخفَ..جنازة داوود راجحة كانت هدية من الجيش الحر للدمشقيين، الذي أدركوا بأن الشام بدأت ترجع إلى هلها، وبأن بساط القوة سُحب ومن تحت أقدام النظام.