خطرَ ببالي هذه الليلة ..
أن افتح رسائلي القديمة، واقرأها ..
لم أكن أعرف إنني ألعبُ بالنار
وأنني أفتح قبري بيدي ..
لم أكن أعرفُ أن رسائل الحنين
يمكن أن تتحول إلى ألغامٍ موقوته
تنفجرُ بي إذا لمستُها ..
لم أكن أعرفُ أن عبارات الشوق ال
يمكن أن تأخذ شكل المقصلة
لم أكن أعرف أن الإنسان
يمكن أن يعيش إذا قرأ رسالة حنين
ويمكن أن يموت إذا أعاد قراءتَها
هل يمكن لأمٍ أن تنتحر برسائل حنينها ؟؟
هل يمكنها أن ترمي بنفسها تحت عجلات الأحرف الساحرة
والكلمات المجنونة؟
هي يمكنها بكل برودة أعصاب
أن تقتل نفسها غرقًا ..
في بحرٍ من المداد الأزرق؟
هذا ما فعلته هذه الليلة ..
حين فتحتُ جواريري ..
وفتحتُ النار على ذاكرتي ..
وأيقظتُ الشيطان من نومه
أيها الغائبُ ..
الحاضر في الزمان .. والمكان ..
قراءة رسائلي إليكَ بعد عامٍ من رحيلك ..
مذبحة حقيقية ..
وها أنذا أخرج من تجربتي الدامية ..
كدجاجةٍ لا رأس لها
!!
هذه هي
السنة الاولى من الوجع والحزن
السنة التي لا رقم لها من الحنين والشوق اكتب لك من غربتي البعيدة عنك
اكتب لك من وحدتي الثقيلة علي والتي تحاصرني
يمر الوقت ثقيلاً دونك……والايام باردة مثل الصقيع
الوجوه الكالحة لاتعرفني ابدا…
فأصير السؤال…ويذوي الحلم
اشتهيك معي….
في هذه المعالم المجهولة مثل الافلاك…
في الليل احلم بعينيك….
وبقصة شتوية قبل النوم…
في النهار ابحث عن تفاصيلك المضيئة…
هنا وهناك…في بعض الصور المعلقة على الجدار…
في صفحات الكتب والدفاتر…والمطر النازل ساعات الظهيرة…
وازداد شوقاً لك…واصعد باتجاه الزمن الذي لا يتوقف…
وباتجاه الايام التي تدور كدواليب الهواء
في عالمي الحزين….لاطعم للاشياء سوى اللهاث…
او أن الحياة ليست لي..
لأنني وحيده والوحيد يموت كل ليلة ألف ميتة…
ويدفن في المقابر البعيدة…
فهل اتوقف اذا عن البحث عن تفاصيلك المضيئة
وعن حكاية شتوية تدثريني بها قبل النوم
هذه ورقة اولى.انها اوراق أمٍ وحيده مقهوره
حزينه تتنفس حسرة…تستنشقألم ، أمٍ ما زالت
الطريق تمتد امامها مثل الصدى…
ومازالت تحاول ان تعيشً رغم كل شئ…….؛
في ذكرى مضي عام على رحيله…؛
ام الشهيد ..
والدة الشهيد البطل حكم السباعي