[youtube=http://www.youtube.com/watch?v=nMWsreFK4yc]
من عشر سنين شباب داريا ارتفع صوتهون بوقت كان مجرد الهمس جنون حتمي.. وبهداك الوقت كان المثل الأكثر شيوعا في سوريا هوي الحيط الحيط يارب السترة.. أسامة نصار هوي واحد من شباب داريا يلي صوتهون ما انخفض على الاطلاق.. وداريا على طول الخط كانت من اهم نقاط الحراك الثوري بسوريا … أسامة نصار.. شب من الشباب الاحرار بداريا هوي ضيفنا اليوم بحلاوة وزيتون..
أسامة مرحبا..
– هلا..
أسامة شو يلي صار بداريا من عشر سنين؟
سنة ال2000 كنا مع مجموعة أصحاب بجامع وكان في مجموعة محاضرات وندوات ونشاطات ومتل ما منعرف أنو بسوريا في جوامع لتحفيظ القرآن، وبسبب نشاطنا يلي كان خارج عن مجرد تحفيظ القرآن تعرضنا لمضايقات وازعاجات واخد ورد من قبل الأمن والاوقاف يلي هنن الحقيقة جهازين بيشبهو بعضهم البعض.
بصراحة قلعونا من الجامع وقالولنا أنو اذا ما رح تشتغلو متل ما بدنا فانتم مطرودين.. كان عنا بالمعهد عدد كبير من الصبايا والشباب ومكتبة كبيرة ومكتبة سيديات وتسجيلات صوتية كبيرة وكان هالشي كتير نادر بهداك الوقت بسوريا، وتركنا كلشي ورانا وطلعنا..
بعد ما تركنا نحنا قررنا أنو لازم نلاقي مكان نجتمع فيه، ولكن كان الرأي الغالب في مجموعتنا أنو نحنا ما بدنا نشتغل بشكل سرّي، ولذلك قررنا أنو نستأجر بيت ونلقتي فيه ونعملو مكان مفتوح للعموم، بيكون فيه قاعة مطالعة.. كنا عبارة عن 30 أو أربعين شب وصبية وكل واحد فينا جاب الكتب الموجودة بيبيته وطبعنا اعلانات ووزعناها على الناس اعلاننا مننا عن افتتاح المكتبة تبعنا باليوم الفلاني، فتحنا وكان يوم اثنين وتم اغلاق المكان بنفس اليوم، مع العلم أنو نحنا حاولنا بكل السبل أنو نحصل على موافقة من الجهات المختصة ولكن ما قدرنا..
بنفس الفترة انعملت مكتبة كبيرة حسب علمي بجامع قرية اسمها بيرعجم وهيي ضيعة داعية اللاعنف البارز الشيخ جودت سعيد.. كان في علاقة بوقتها بين المشروعين؟
الحقيقة ما كان في تنسيق اكيد.. و رغم أنو الاستاذ جودت سعيد كان يزورنا بداريا ومنعرفو إلا أنو المشروعين كانو متشابهين ولكن لم يكن هناك تنسيق، المشروع تبع بئرعجم كان جميل ولكن كان صغير بحجم القرية يلي عدد سكانها لا يتجاوز الألف نسمة بهداك الوقت.. بينما داريا كان فيها أكتر من 150 ألف نسمة بهداك الوقت.. فيعني من حيث الكم كان اكبر..
بشكل عام .. نشاط الحراك السلمي بداريا الو علاقة بالشيخ جودت سعيد؟
اي طبعا!!.. الاستاذ جودت سعيد من أكثر من أربعين سنة أظن سنة ال68 طرح كتاب مذهب ابن ادم الاول وكان هادا الكتاب قد طرح بعد المشاكل الحاصلة بين الاسلاميين والحكومة المصرية، وكان بوقتها العنف هوي رد فعل الشباب على الظلم القادم من الأنظمة، الأستاذ جودت كتب الكتاب كرسالة صغيرة من 70 صفحة من القطع الصغير، وتكلم فيه عن أنو ممكن أنو الانسان يكون عنده خيار آخر غير محاربة السلطة بالعنف وغير أنو يكون (لقلوق) للسلطة وهادا الموقف هوي أنو انت تعمل يلي بتشوفو صح وتتحمل تبعات هالخيار..
قبل سنة بالضبط من هلأ وبـ 16 آذار كان اعتصام وزارة الداخلية للمطالبة بالمعتقلين… وكنت انت من المشاركين فيه ومن الأشخاص يلي تم اعتقالهم على خلفيتو مع عدد من شباب الحراك السلمي السوري.. احكيلنا شوي عن هداك اليوم..
في 8 او 9 اذار انعمل ايفنت على الفيس بوك للدعوة للاعتصام، و كانو المعتقلين كمان قد اعلنو عن اضراب عن الطعام..
وصلنا شوي متأخرين تقريبا على ال12 وخمس دقائق، وكان معي زوجتي وبعض الاصدقاء.. وكان الاعتصام خالص ومقموع.. أنا شخصيا لم أر الاعتصام.. رأيت مسيرة مؤيدة وكان في ناس عم بيهتفو الله سوريا بشار وبس.. وكنا عم نفكر انو نمشي فلقينا أنو في مجموعة شباب عم بيحاولو يعملو مظاهرة على طرف الطريق وحاولنا انو ننضم لهم، وبدأ الأمن بالاعتقالات، وكان الأمن قد اعتقل احدى الصبايا وحاولنا أنو نفكها من دون جدوى.. وبنفس الوقت مسكو صديقة تانية لعبنا شد الحبل وقدرنا انو نخلص الصبية، وانا وجدت انو زوجتي ميمونة عم تحاول انو تخلص احد الصديقات ايضاً.. بعدين أخدو مجموعة بنات واخدوني واخدو الشباب ورا بعض..
تاني مرة تم اعتقالك بأيار.. وكتار مننا سمع عن اعتقال زوجتك كرهينة عنك.. شو بتحكيلنا عن أعتقالك التاني وعن هديك الفترة بشكل عام؟
يلي صار أنو بعد خروجنا من الاعتقال كان بلشت الثورة بسوريا وكان بدأت المظاهرات في داريا، وكان الأمن عم بيحاول أنو يعرف مين المسؤول عن تنظيم المظاهرات بداريا، ووصلت النا تسريبات عن الاسماء يلي ممكن انو يتم اعتقالها، والساعة 2 بالليل بلشت أنا اسمع أخبار عن اعتقال الشباب ورا بعض.. والصبح الساعة 4 صارو يدق الأمن على الباب ولبين ما وصلت لعند الباب كانو هنن كاسرينه وداخلين ، كانو بين العشرين والثلاثين مسلح واخدوني!!
بخلال شهر رمضان بدو يعتقلو الناس مرة تانية بداريا وبوقتها أنا تركت البيت للتخفي، وبعد فترة كان يوم جمعة وكان صاير مظاهرات وتفجير من مجهولين بداريا والوجود العسكري كبير كتير بداريا، واخو زوجتي كان بدو يزور زوجتي واهلي بداريا وعلى الحاجز سألوه أنو لوين رايح ووقت عرفو انو رايح على منزلي راحو معو.. اقتحمو البيت وحاولو يجبرو زوجتي أنو تتصل معي بالتلفون، وهددوها بالقتل بخمس رصاصات برأسها وهددو بخطف بنتي الصغيرة (خمس شهور) ..
اعتقلو اخو زوجتي وضل بالمعتقل تقريباً شهرين.
نعم أفضل أن أكون مقتولا على ان أكون قاتلا… يحيى لشربجي..
في ناس بيعتبرو هالحكي مغالاة بالسلمية.. شو رأيك انت؟
الموت مو عيب!!.. الناس كلها بدها تموت.. ولكن انو الواحد يقتل فهادا يلي فيه مشكلة حقيقية.. ليش لازم نقتل؟ وهل قتل الاخرين بها البساطة حتى لو كانو هدول الاخرين ظالمين ومتعديين على حقوقنا؟
اما أنو كون مقتول أثناء تأديتي للأشياء الصحيحة فهي رسالة، كل المصلحين يلي استشهدوا استشهدو أثناء تأديتهم لواجبهم، في أنبياء تم قتلهم اثناء تأديتهم لواجباتهم وماحدا قال أنو هالشي كان خطأ..
برأيك شو هوي سبب ابتعاد الناس عن السلمية بشكل متصاعد.. هل بتعتبر أنو شباب أيام الحرية والحراك السلمي بسوريا أرتكبو أخطاء معينة خلت الناس تبتعد عن السلمية؟ بمعنى آخر هل سبب ابتعاد الناس هوي مسألة ذاتية الها علاقة بالأشخاص انفسهم أم هوي مسألة موضوعية بتمس اللاعنف نفسو كفكرة؟
السؤال دقيق.. المسألة هيي مسألة ثقافة اللاعنف ماهوي مجرد تكتيكات تنعمل وبتخلص.. وثقافة البلد عنا ليست ثقافة لاعنف أو سلم.. للأسف هي اما مواجهة بالعنف أو استكانة أو تماهي مع الظالم..
المسألة هيي أنو نحنا عم نقول رأينا ونتحمل تبعات رأينا..
شباب العمل السلمي عملو اعمال مهمة، ولكن يمكن لازم نتهم أنفسنا وندور على الاسباب يلي خلتنا ما عرفنا نروج لفكرتنا بالطريقة المناسبة، بحيث أنو ينقبل من الناس أكتر وينجح..
أسامة إنت مو أول شخص يستهدف من بين شباب الحراك السلمي السوري، بأيلول غياث مطر “غاندي الصغير” رجع بعد أربعة أيام من اعتقاله مستشهد، وآثار التعذيب الوحشي واضحة عليه… يحيى شربجي، ، مازال مفقود بعد اعتقاله لأكثر من 6 شهور.. شو سبب استهداف شباب اللاعنف بها القسوة وأديش الحراك السلمي عندو القدرة على الاستمرار بظل هادا العنف المتصاعد من قبل النظام..
هذا دليل على فاعلية وتأثير الحراك السلمي، النظام عم بيحس بتهديد حقيقي من قبل ناشطي السلم، مثل غياث مطر ويحيى.. واسلام الدباس يلي اعتقل أثناء تقديمه ورد للجنود.. الاستاذ عبد الاكرم السقا ومجد خولاني أيضاً.. عملياً الحراك السلمي مستهدف لأنو النظام غير قادر على مواجهته ويشعر بالتهديد بسببه .. كل واحد بيحب يلعب اللعبة يلي بيحبها والنظام ما بيعرف غير لعبة وحدة.. القتل التشبيح والكذب..
التاريخ يقول أنو التضحية بتأدي لنتيجة ايجابية بالنسبة للفكرة، بمعنى يلي بيضحي رح تربح فكرتو أكتر.. على الرغم من انو لازم نحنا نلاقي طريقة لحتى الشباب ما ينأذو إلا انو تضحيات ناس متل يحيى وغياث كان الها أثر ايجابي على فكرة اللاعنف وعلى قضيتنا بشكل عام..
التقيت من فترة بإحدى الصبايا الناشطات بالحراك اللاعنفي بسوريا وقالت بحزن أنو شباب اللاعنف بسوريا عم يتحولو يوم بعد يوم لهيئات اغاثة لأنو ما بقا الهون وجود على االأرض..وين السلميين من الثورة السورية هلأ؟
لما بيرتفع مزاج اللاعنف والقتل والسلاح بيضل في ناس بتقول أنو نحنا مع هي الثورة وفي ناس بتشوف أنو نحنا عنا عقل وطريقة ورح نضل على نفس الطريق يلي عم نشتغل فيه، ونحنا ما عنا خيار إلا لاختيار الأشياء الايجابية يلي بتتوافق مع خطنا، والعمل الاغاثي هوي عمل مهم بالثورة ومش لازم نقلل من شأنه، وشو ما كانت الأجندة فالعمل الاغاثي مهم..
الثورة انطلقت مشان الكرامة، ثورة من أجل وطن واحد وشعب واحد، وحتى لو في ناس انحرف مسارهم إلا انو لازم نضل محافظين على ثوابت الحراك ومنطلقاتو.. صوت العقل وصوت المنطق لازم يضل موجود..
سوريا يلي كنت تحلم فيها بعيدة كتير عن صورة سوريا يلي متوقعها بالمرحلة الجاية؟
التغيير هوي عملية بدأت ومش لازم تنتهي.. لازم تتغير ثقافة الناس ونقبل بعض أكتر لازم يصير عنا ثورة ثقافية وهالشي ما بيتغير بتغير النظام ولا الحكومات .. ما بتصور أنو هالشي بعيد .. نحنا عشنا عقود من السنوات المتشابهة.. وحتى لو عشنا بحالة نظام ما حبيناه واجا نظام غيرو ما في مشكلة.. المشكلة مش بالغلط أثناء عملية التغيير انما الغلط هوي التقوقف عن التغيير..
أسامة شو أكتر شي خايف منو بمرحلة ما بعد سقوط النظام.. ؟
موضوع الخوف من التغيير بعد سقوط النظام هوي شغلة النظام بيحبها، وانو بعد ما يسقط انو رح بيصير في بلاوي ومشاكل بالبلد، واذا فتحنا خيالنا للمشاكل يلي ممكن تطلع بعد سقوط النظام ما منخلص من الكوابيس..
الشعب السوري أثبت خلال السنة الماضية أنو هوي شعب عظيم ويستحق حياة أفضل وحكام أفضل وقادر على فرز الغلط والمتابعة باتجاه الصح..