اثنان وأربعون عاماً ونظام القمع والإرهاب يحكمنا وقد عاث في الأرض فساداً وخراباً، اتبع فيها استراتيجية مدروسة وممنهجة كان من نتيجتها تدمير جميع مؤسسات الدولة و تهميش دور المجتمع المدني وترسيخ رواسب الطائفية التي كرسها الإستعمار. دمر حكم آل الأسد أسس القرار الديمقراطي، ومكّن نفسه و أعطى وجوده شرعية دستورية عبر سلسلة من المهازل التاريخية، كان آخرها و أكثرها شهرةً عندما غيّرت المادة الدستورية التي تحدد عمر الرئيس كي يصل الطاغية بشار إلى سدة الحكم. تاريخ النظام الإرهابي مليء بالشواهد التاريخية التي تنبئ عن قيمة الدستور في فكره وممارساته، إذ لم يكن إلا ألعوبة يستخدمها كيفما اتفق لتحقيق أهداف قادته و مآربهم دون احترام لجوهره أو وظيفته. وها نحن اليوم نشهد مهزلة جديدة عنوانها الاستفتاء على دستور جديد! فهل نتواطؤ مع سدنة النظام ونمنحهم شرعية أسقطها الأحرار عنهم؟ هل ننسى أنهم أنفسهم قد أزهقوا أرواح أكثر من تسعة آلاف من أبنائنا!؟ كيف لنا أن نثق بمن حفل تاريخهم بانتهاكات تكاد لا تحصى للدستور وجوهره ومبادئه؟ ألم تكن مشكلتنا أساساً في غياب احترام الدستور والقوانين، وجعل ثلة قليلة أنفسهم فوق الدساتير و التشريعات؟ وهاهم يريدون إعادة الكرة من جديد! فلنقاطع مسرحية الاستفتاء القادمة، و نسجل موقفنا الحر في تاريخ بلادنا، ولنلزم منازلنا ونري العالم أجمع حقيقة مشاعرنا وإرادتنا. قاطعوا الاستفتاء على دستور جديد بنيت أركانه فوق دماء شهدائنا و دموع أراملنا و أيتامنا! انتهى عهد القهر والاستبداد و لاحت بشائر الحرية ولا رجعة عما يريده الأحرار بعد اليوم أبداً.
للطباعة كمشور والتوزيع …