Zezo Syr
———————–
قريبا وكما اتمنى .. سيتم العثور على جثتي المجهولة الهوية في أحد الأحياء .. هكذا تخبرني روحي التي تأن يوميا عند عودتي من أحياء الامبراطورية المنسية عندما أرى أشياء لا يمكن وصفها كي أنزوي في أحد الزوايا المظلمة وأبكي بصمت خوفا على كبريائي الذي اعتز به .. هكذا أكدت لي اليوم بعدما رأيت بأم عيني جثث من ماتوا جوعا .. اتمنى وسأقتل مجهول الهوية بعدما أكون قد فخرت أني أموت وأنا أشبه مدينتي المنسية .. فقد بذلت وقدمت أقصى قدراتي دون مقابل مع أن فائضا من ذلك المقابل قد قدم لي .. لكني أحب أن أفخر أني من نشامى الفرات .. نعم وللأسف ولقذارة هذا الزمن والقائمين عليه من دواب المعارضة وبجم النظام .. المدينة التي ربت الفرات شبرا شبرا والتي صنعت الحضارة التي جعلت الغزاة يقفون عندها من كل التواريخ حتى العثمانين وأوقفت الفرنسين وجعلت العاصمة التي لم يسبق لها ان تخسر معركة جعلتها تخسر هنا جعلت لندن تنحني بكل فخر لقد روضت البجم وكانت بشهاداتهم وهم ملجمين على أسوارها المنسية وكبدتهم أعلى الخسائر تحت عزل وتهميش من سبقهم وإغلاق حدود بقايا الفرس لقد كانت السباقة في الفزعة والاحصائيات تشهد ..
أنا أفخر وبتقصدي بإهمال أوراقي الثبوتية ان تتمثل 12 ألف سنة من الحضارة والبطولات في جثتي كي يبكي الفرات الذي يتواصل بكاءه على الرغم من التسونامي الذي اجتاح به أولئك أشباه البشر لا يبكي نواحا على أهله وأسوده لا يبكي لأجل عرين تلك الاسود التي تحتاج لاعادة اعمار كامل فهو يعلم من رباه ومن عاش معه انما يبكي مما يعيشه من خذلان من قام لأجلهم .. نعم ان اسود الفرات التي روضت البجم وهزمتهم بأقل الامكانيات من سبقوا التاريخ بروائعهم يتم العثور على جثثهم قد ماتوا جوعا .. نشامى الفرات من ضربوا الامثال في التضحيات والتكافل بعدما عزلوا على كافة الأصعدة يموتون جوعا لا اعلم كم هي قذارة هذا الزمن الذي فيه غاراتهم وراجماتهم جعلتنا نزداد كأسود ليكافئنا كما كافئنا من خذلنا ان يأخذ نشامى الفرات غدرا كي يموتوا جوعا ..