A ALH
الولايات المتحدة الأمريكية,القوة الأعظم التي عرفها البشر, صاحبة الاقتصاد الأكبر و الجيش الأقوى الذي عرفه البشر على مرّ الزمن, تدين لدول العالم الأخرى بترليونات الدولارات, وأغلب هذا الدين الخارجي يعود ملكه للدولة الشيوعية العظمى أو الاسم الذي سماها به مرسوم الثورة “مملكة الشعب الوسطى الزاهرة”و أقصد ما نعرفه نحن بالصين.
اميركا منقوصة السيادة بمعايير اقتصاد السوق الاجتماعي للنظام الحاكم في سوريا!
جمهورية ألمانيا الاتحادية, القاطرة الاوربية و المركز الصناعي الاعظم في العالم, تتواجد فيها قواعد أمريكية منذ انتصر الحلفاء في الحرب الكونية الثانية, و منذ بداية الألفية الثالثة تخّلت طوعاً عن المارك الألماني لصالح اليورو
الأوروبي و ليست وحدها في ذلك, بل اشتركت معها أغلب الأمم الأوروبية.
ألمانيا منقوصة السيادة بمعايير قومية النظام الحاكم!
امبراطورية الشمس الساطعة ( اليابان), تمتلئ مدنها بالجنود الأمريكيين و الدستور الياباني ينص في الفقرة التاسعة الشهيرة على :
” ان الشعب الياباني يتخلى للابد عن الحرب كحق سيادي للأمة ” و كنتيجة فان القوات الحربية اليابانية – أو أي قوى يمكن استخدامها في الحرب – لن يتم الحفاظ عليها.
اليابان منقوصة السيادة بمعايير الدستور السوري للعائلة الحاكمة السورية!
جمهورية الصين الشعبية, و التي انتقل اليها حكم هونغ كونغ منذ حوالي 15 سنة و تركت الحكم و الادارة في الاقليم كما هو, حتى أنها لم تغير العملة, كما يوجد اقليم آخر هو ماكاو يتمتع بالخكم الذاتي.
الصين منقوصة السيادة بمعايير الحكم البعثي الطائفي!
في قلب ايطاليا و تماماً في منتصف روما, و على الضفة الغربية لنهر التيبر, تقع أصغر دولة كاملة ” السيادة ” في العالم و أعتقد أن القارئ الذكي عرف أن ما أقصده هو دولة الفاتيكان – رغم أن الكنيسة الكاثوليكية يمكن اعتبارها كأكبر دولة في العالم بالمعنى المجازي –
ايطاليا منقوصة السيادة بمعايير المنظور القومي لعاصمة بلاد الشام في طور الحكم العائلي الاسدي!
فهل كل هذه الدول منقوصة السيادة, على حين أن الدولة السورية التي شكّلها حكم العائلة في أذهان الناس الذين عاشوا أو يعيشون على التراب السوري, هي الدولة الكاملة السيادة.
هل اتفاقية كامب دافيد التي ارجعت الأرض المصرية إلى الأيدي المصرية, هي انتقاص ” للسيادة المصرية” على حين أن ” رفض التوقيع ” على اتفاقية سلام مع الدولة اليهودية و الذي طالما فتئ يتبجح به اعلام العصابة, والذي أدى إلى حرمان مئات الألوف من النازحين العيش في بيئتهم الطبيعية, هو التعبير الأسمى عن السيادة.
عند الانخراط في مفاوضات السلام مع الدولة اليهودية في تسعينيات القرن لأخير من الألفية الثانية عقب التاريخ المفترض لميلاد السيد المسيح, يُقال أن الأسد الأب رفض التوقيع على الاتفاقية, لأن اسرائيل لم تتخلى عن الأمتار القلائل لسوريا التي تخولها الوصول لمياه طبرية, فقرر الأب التخلي عن الجولان كاملاً فذلك افضل من الانتقاص من السيادة السورية, و يتبجح بعض الناطقين باسم النظام الحاكم في سوريا أن العلم الاسرائيلي لم يرفرف في سماء دمشق كما رفرف في سماء القاهرة و عمان, ولكن فاتهم أن الطائرات الاسرائيلية لم توقفها السيادة السورية عن التحليق في السماء السورية السيادية!!
قام الأردن و عبر اتفاقية وادي عربة بتأجير أرضه لمئة سنة للدولة العبرية, فانتُقصت السيادة الأردنية, على حين أن بقاء الاحتلال اليهودي للجولان هو أبلغ تعبير عن السيادة الكاملة للدولة السورية.
و في اطار سيادة الدولة السورية و الحق الأعلى ” للدولة السورية ” قامت حكومة حافظ الاسد بحذف لواء الاسكندرون من الخارطة السورية وذلك عقب اتفاق أضنة الشهير, و لكن السيادة السورية استشعرت النقص مؤخراً فقررت اعادة المطالبة باللواء ” السليب” .
حكومة العراق ” الشيعية ” تستشعر أن سيادتها منقوصة بسبب الحكم الذاتي لاقليم كردستان, و لكن نفس الحكومة العتيدة لا يهتز لها جفن عند المطالبة ببقاء الألوف من قوات التحالف الدولي و ذلك للمحافظة على السيادة العراقية الكاملة.
السيادة السورية لا تُنتقص بكل القوات الشيعية لايران و العراق و حزب الله والموجودة على الأرض , و لا تُنتقص بمطالبة الحكومة السورية بالالتزام بتطبيق مقررات مؤتمر جنيف – و الذي عُقد بين روسيا و أمريكا- لتحديد مصير البلاد السورية, و لا تُنتقص باستلام الروس و الايرانيين قيادة السياسة السورية الداخلية و الخارجية, و لا تنُتقص بهجمات اسرائيل المتكررة على أي موقعٍ أرادت على الأرض و الاجواء السورية, و لكن هذه السيادة انتُقصت عندما خطّ أطفال درعا أحرفهم, ما استدعى استخدام كل الوسائل الرادعة للمحافظة على السيادة العظمى للدولة السورية.
و الانكى من كل ذلك أن بعض, بعض المعارضة يستشعر التهديد بوجود ” المقاتلين ” الاجانب في صفوف الثورة, فهؤلاء يمثلون التهديد الأكبرعلى السيادة السورية, و على سلامة ” اللحمة الوطنية ” وعلى الثقافة المدنية السورية المتحضرة, أو ما تبقى أو سيتبقى منها!!
فعلاً ,,,,, أشرس الدفاع لا يكون إلا عن الخرافات العظيمة؟؟؟
وا لله من و راء القصد.