عن شاهدة من دوما
———————
اليوم “جمعة واثقون بنصر الله” منذ الصباح الباكر لم تحدث أي اشتباكات في دوما بل استيقظنا على أصوات دخول الأمن إلى وسط مدينة دوما
بالآليات الثقيلة والمدرعات والدبابات من ثلاث محاور
وبدؤوا بالإعدامات الميدانية في الشارع المنصف بين القوتلي والكورنيش والمساكن وشارع الجلاء وبدؤوا بقتل الرجال ورميهم في الأراضي
بأعداد لا تحصى لم يستطع احد الخروج من البيوت أو الملاجئ لإزاحة الجثث لان الأمن كان يواصل الإعدام بطريقة بشعة لكل من يراه في الشوارع ثم قاموا بهد الأبنية المسكونة واقتحام وتكسير جميع المنازل التي دخلوها وقاموا برش
معظم من وجدوا بيته مسكوناً
ولا زالت جثثهم ملقية في الشوارع حتى هذه اللحظة
ثم بدأ علينا القصف المروحي منذ الساعة العاشرة صباحاً ولم يهدأ حتى تمام الساعة السادسة
وتم إطلاق عدة قذائف من الطائرات على الشوارع الرئيسة في المدينة
ثم دخل الأمن تدريجيا إلى مشفى حمدان وقاموا بإعدام جريحة كانت على المنفسة هناك واعدموا ميدانيا عدد من الممرضين ممن تبقوا بالمشفى
وسيطروا على المشفى بالكامل بحيث لم يعد من سبيل لإسعاف الجرحى إليها
ثم قاموا باعتقال المتواجدين في سيارة الهلال الأحمر التي همت بالخروج من المدينة بعد أن استهدفتها قذائف الهاون
اعتقلوا منها المتطوع يوسف خلوف وغياث البيسواني
وفي وقت العصر همت عائلة بالنزوح خارج دوما مؤلفة من ثلاث نساء وأخيهم كان يقود بهم السيارة قام الأمن بقنصه من ثم اعتقاله
وقنص امرأة في صدرها وامرأة أخرى في الستين أيضا في صدرها وامرأة قطعت يدها
قام رجلان بإعادتهن جرحى إلى دوما استشهدت المرأة المسنة وقمنا بكسر عيادة احد الأطباء بغرض تامين بعض المواد الطبية
لمعالجة النساء دون أطباء ولا تزال النساء تنزف حتى الآن دون طبيب أما المرأة المسنة قمت برميها بيدي في شارع القوتلي كما باقي الجثث لأن أهالي البناء رفضوا تركها في البناء كي لا يقوم الأمن بذبح كل الموجودين
ومنن ثم سمعت أصوات ستين امرأة في ملجأ واحد منهن جريحات عدة يقومون بالأنين لم نستطع أن ندخل لمساعدتهن بسبب انعدام المواد الطبية بالكامل منها حرقها الأمن والآخر قام الأهل برميها أثناء المداهمات كما أن الأمن داهم المراكز الإغاثة الإنسانية في المدينة مذ أول دخوله
وكانت العائلات في الملاجئ وانا واحدة منهن بلا ماء نتيجة استهداف الخزانات وبلا كهرباء لان المحولات مضروبة ودون خبز أحد الأطفال أصيب بإغماء نتيجة انعدام الغذاء
عدد الجرحى يقارب ثمانين معظمهم نساء والقتلى فوق ثلاثين على الأقل وأكثر من مئة معتقل
ورغم سيطرة الامن على المنطقة لم يهدا قصف الهاون والقصف المروحي دقيقة واحدة ولم يهدأ تدمير الأبنية وتكسريها دوما الآن أشبه بمجزرة حماه في الثمانينات التي رايتها في الصور في ظل هذا التعتيم الإعلامي الرهيب
نطالب بتدخل فوري من كافة المنظمات الإنسانية لان دوما لم يبق فيها إلا النساء والأطفال والمعاقين بين أيدي الأمن
نطالب بتدخل فوري من لجنة الصليب والهلال الأحمر وغيرها من المنظمات الحقوقية والإنسانية ودخول الإعلام الفوري حتى ولو شكليا لوقف شلال الدم الذي يهدد مجزرة جديدة للنساء والأطفال والمدنيين العزل