خاص كبريت | عهد زرزور
منذ بداية اشتعال الثورة شاركت دير الزور بالحراك الثوري بشكل واسع، ففي “جمعة أحفاد خالد بن الوليد” يوم 22 -7-2011 خرج قرابة النصف مليون متظاهر من أبنائها يطالبون بإسقاط النظام إلى يوم 28-7-2011 حيث كانت الهجمة الشرسة و بدأت أوَّل حملة أمنية على دير الزور لإيقاف الحراك السلمي فيها، شنّت الأجهزة الأمنية حملات قمعية ترافقت مع دخول الجيش الأسدي إلى المنطقة بدباباته وأسلحته الثقيلة، عانت دير الزور بعدها الترويع الشديد من القتل والدمار الشامل للبنية التحتية وقدمت أكثر من 3500 شهيداً، عدا عن الكارثة الإنسانية التي تعيشها المدينة من نقص الغذاء والماء وموارد التدفئة.
-قامت كبريت بإجراء لقاء مع الناشط الإعلامي جولان اليوسف عضو شبكة دير الزور الاخبارية، مسلطةً الضوء على أحوال دير الزور الإنسانية والعسكرية وطبيعة الحراك المدني في المنطقة الآن.
دير الزور خلف العدسة
* يعزى التهميش الإعلامي الذي مر به الحراك الثوري في دير الزور تارة إلى تقصير ناشطي المنطقة وإلى تهميش وسائل الإعلام تارة أخرى.
لماذا تعاني دير الزور من هذا التهميش؟ وماذا قدم إعلاميوها لإيصال الصوت حتى الآن من جهود؟
طبعا دير الزور تعاني التهميش منذ عهد النظام الأسدي وبقيت تعانيه أيضا في عهد الثورة قد نقول أن هناك بعض التقصير من الناشطين وذلك بسبب قلة الدعم الذي يحصلون عليه ولكن التقصير الأكبر يأتي بسبب تهميش وسائل الاعلام للمدينة فمدينة دير الزور كانت من اوائل المدن التي شاركت بالثورة في بدايتها وكانت معروفة بعدد المظاهرات التي خرجت وكم المتظاهرين الذين شاركوا فيها نحن لا نعرف لماذا هذا التهميش هل هو مقصود أو لا، لكن نحن مصرّون على الاستمرار في محاولة نقل الصورة قدر الامكان الى وسائل الاعلام.
-وماهي الجهود المبذولة من قبل إعلاميين المدينة؟ ماذا قدمو؟
ماهي الهيئات الإعلامية والتجمعات والمؤسسات والمنشورات اللي أسست حتى هذه اللحظة؟
طبعا إعلاميو المدينة هم وليدي الثورة فلا يوجد بيننا احد قام بدراسة الاعلام او عمل بها قبل الثورة لكن اصبح لدينا خبرة في نقل الحدث ومتابعة التطورات سواء داخل المدينة او حتى التطورات على المستوى الدولي .
الكثير منهم ضحى بروحه لنقل الصورة الحقيقية لما يحصل في المدينة واستشهدوا وهم يحملون كاميراتهم لتغطية الهجمة الهمجية التي تتعرض لها المدينة منذ ما يقارب الاكثر من ثمانية اشهر.
طبعا في المدينة تعمل الشبكات والصفحات الاخبارية على محاولة نقل اكبر قدر ممكن من الاخبار ونشر المقاطع المصورة من قبل كوادرهم الموجودة على الارض ويتم بعدها رفع هذه المقاطع على صفحات الانترنت ومنها الى وسائل الاعلام لنقل حقيقة ما يجري داخل المدينة .
وتنشط في المدينة ما يقارب 10 شبكات وصفحات اخبارية تعمل على نقل الحدث وهناك ايضا قناة دير الزور التي دأبت منذ بداية عملها على نقل الاحداث في المدينة وكذلك باقي المدن السورية المنتفضة ضد النظام المجرم.
دير الزور شهيدة الجوع
*نزح أكثر من 90% من أهالي دير الزور خارجها بسبب الأوضاع المعيشية السيئة والدمار الذي حل بالمدينة،
من احتضنهم بعد النزوح؟ وماهي أوضاع البنية التحتية الحالية كي تسمح بعودتهم؟
طبعا لدينا نوعان للنزوح بالنسبة لسكان المدينة فقسم منهم نزح لمناطق أخرى في المدينة وقسم خرج إلى المدن والأرياف أو إلى محافظات أخرى.
بالنسبة للنازحين طبعاً لم يقدم لهم احد اي يد مساعدة وهم الان يعانون من ظروف قاسية جدا وخاصة بمحافظتي الرقة والحسكة بسبب التضييق الامني الذي يتعرضون له من قبل الامن والشبيحة في تلك المناظق وكما نعرف فالاوضاع المعيشية بالنسبة لسكان مدينة دير الزور هي صعبة اصلا.
اما بالنسبة للبنية التحتية في المدينة فقد قام النظام بتدميرها بالكامل حيث قضى على شبكات الكهرباء والماء والهاتف وايضا عمد الى تدمير المدارس وقصفها وكذلك المؤسسات العامة والطرق الرئيسية
حيث تعاني المدينة من فقدان الطاقة الكهربائية التي تكون مقطوعة اغلب الاوقات وكذلك المياه اما بالنسبة للاتصالات فهي مقطوعة منذ ما يقارب الثمانية اشهر اي منذ بداية الحملة حيث عمد النظام على عزل المدينة عن العالم الخارجي في محاولة منه لابقاء ما يحصل داخلها من جرائم وقتل وتدمير واعدامات بعيدا عن الرأي العام العالمي.
*شهداء الجوع والتدفئة بالنفط الخام، حوادث تكررت فقط بديرالزور،
لمن تحملون مسؤولية استمرار هذه الكارثة؟ وكيف يستطيع الأهالي الصمود و توفير الغذاء والتدفئة؟
طبعا عمليات سرقة النفط الخام في الريف المحرر هي عمليات تتم من قبل بعض اللصوص الذين يحاولون استغلال الوضع وتحصيل اكبر قدر ممكن من الاموال لكنهم لا يعون خطورة العمل العشوائي في هذا المجال حيث تسبب النفط الى الكثير من حالات الاصابة بامراض خطيرة منها السرطان في الجلد واللاشمنيا .
اما المسؤلية فهي تقع في المقام الاول على العامة من الناس والجهل وقلة الدراية بهذه الامور من قبلهم وكذلك لا نستطيع ان نستثني الجيش الحر الذي لا يقوم بدور فعال في حماية الآبار النفطية ومنع المدنيين من الاقتراب منها .
طبعا في محاولة منه قامت بعض الكتائب بتسيير دوريات على الابار النفطية واعتقال عدد من اللصوص وتجار الدم صراحة الذين لا نستطيع تسميتهم الا بهذا الاسم فهم يتاجرون بدماء الشهداء الذين ضحوا بارواحهم لكي يتم تحرير تلك المناطق .
طبعا بالنسبة لخارج المدينة فالوضع افضل من داخلها . مدينة دير محاصرة منذ ثمانية اشهر حيث عمد النظام على منع ادخال المواد الاغاثية اليها لكن بعض المنظمات والهيئات الاغاثية عمدت الى توفير اكبر كمية من المساعدات الى الاهالي من مواد غذائية وخبز وحليب اطفال وكل هذا بالمجان .
اما التدفئة فاغلب السكان في المدينة يعتمدون على الحطب والاخشاب في مختلف النواحي وذلك بسبب نقص مادة المازوت الضرورية للتدفئة ونقص مادة الغاز الضرورية للطبخ فاصبح اهلنا يتدفئون ويطبخون على الحطب .
دير الزور والحر
*السيطرة على الأمن السياسي كان انجازاً مهماً للجيش الحر، ما هي أهداف الحر في دير الزور؟ وماذا يريد؟
فرع الأمن السياسي كان بمثابة الشوكة في حلق المدينة فقد كان يسيطر على الطريق الواصل بين المدينة والريف الشمالي وهو جسر السياسية وبعد تحريره اصبح لدى الجيش الحر دافع قوي لكي يكمل مشواره في تحرير المدينة، حيث يسيطر الجيش الحر اكثر من ثلثي المدينة ويخوض معارك طاحنة في كل يوم ضد جيش النظام برغم قلة العتاد الموجود في المدينة والنقص الحاد في الذخيرة التي يعاني الجيش الحر منها وبمواجهة آلة القمع الاسدية من طيران وزمدفعية ودبابات .
حيث الجيش الحر قد قرر عدم الرجوع الى ان يتم تحرير المدينة بالكامل والهدف القادم سيكون تحرير فرع المن العسكري والمخابرات الجوية وبالتالي تحرير المدينة بالكامل .
طبعا انا اتكلم معك الان والجيش الحر يقوم بمحاصرة فرع الحزظب ومبنى التامينات الموجودة في حي الحويقة وسيكون تحريها ان شاء الله قبل في الساعات القريبة القادمة.
*يتسائل كثيرون عن آبار النفط؟ لماذا لم تكن هدفاً رئيسياً لقطع الإمدادات عن النظام؟
أنت تحدثت عن أنه تتم مواجهة السارقين، لماذا لا يسيطر عليها الجيش الحر بشكل كامل؟
طبعا الجيش الحر لا يستطيع السيطرة على جميع منابع النفط فهي كبيرة جدا وكثيرة وهناك انابيب تقوم بنقل النفط الخام من وإلى تلك الابار حيث يعمد اللصوص على فتح تلك الانابيب وسرقة النفط الخام منها وقد حدثت حوادث كثير ادت الى مقتل العشرات بسبب سوء استخدام النفط او الغاز الطبيعي او مشتقاتهم .
ولكن بالنسبة لقطع الامداد عن النظام انا ما اعرف شي عن هذا الموضوع وليش ما تم قطعه .
*هل يمتلك الجيش الحر حاضنة شعبية ترحب به في دير الزور؟
وما علاقة النشطاء المدنيين بالجيش الحر؟ نسمع مؤخراً عن تأزم الأوضاع والحوادث المشحونة المتكررة بين الإعلاميين والنشطاء وبعض الكتائب؟ إلى ماذا يعود ذلك؟
طبعا الجيش الحر هو ممثل الشعب السوري وهو المدافع الوحيد ضد عصابات الاسد التي قامت بقتل المدنيين وحرق ممتلكاتهم واعتقالهم واغتصاب نسائهم..
والعلاقة بين الجيش الحر والنشطاء على الأرض هيه علاقة محبة واخوة باعتبار ان الطرفين يعملون من اجل هدف واحد وهو اسقاط النظام .
نلقى تعاونا جميلا من عناصر الجيش الحر في مختلف المجالات وايضا نحاول ان نقدم ادنى المساعدات لهم في عملهم فنحن شعب واحد وهدفنا واحد.
طبعا حدثت مؤحرا بعض المشاكل بين اعلاميين وعناصر من الجيش الحر لكن اغلب هذه المشاكل تكون بسبب سوء الفهم او عدم توضيح من الطرفين وغالبها تكون اعمالا فردية يعاقب عليها فاعليها نحن لا ننكر الجهد الجبار الذي يقوم به الجيش الحر، ولكن قد تؤدي مثل هذه التصرفات الى فقدان الحاضنة الشعبية للحر وقد تم تقديم وعود من قادة الكتائب والالوية بحل جميع المشاكل والوقوف على الاخطاء التي ترتكب من قبل بعض عناصرهم .
*كثر الحديث عن أن أكبر نسبة مجندين في جيش الأسد هم من الرقة ودير الزور، ماصحة هذه المعلومة؟
ومالذي يمنعهم من الإنشقاق أو مالذي يدفع الأهالي لأرسال ابنائهم إلى الخدمة الإلزامية؟
هذا سؤال اعتبره خاطىء وانا اتحدث عن الشباب الديري، ان يقولوا ان شباب الدير هم من يقومون بالتشبيح والقتل فهذا كلام مرفوض فكما يوجد شباب من الدير في الجيش وهم خونة طبعا وسيحاسبون هناك ايضا من باقي المدن يعني من حماه وحلب وحمص والسويداء وغيرها هم يقاتلون بجانب هذا النظام لكن ان نقول ان شباب الدير هم وحدهم يقاتلون مع النظام فهذه تهمة خطيرة واطلب عدم اعطاء الفرصة لاحد لكي يزرع الفتنة بين ابناء الوطن .
نحن لدينا قناعة، من يقاتل مع هذا النظام فهو خائن لبلده وشعبة كائنا من كان ولا يجوز تحميل اي طرف او اي مدينة وزر ما يحصل في باقي المدن .
اذا كان هناك حالات محدة تم فيها الامساك بشباب من الدير فهي ليست دليل على ان الشباب الديرية هم وحدهم من يقاتلون مع النظام فنحن هنا امسكنا بمجندين من مختلف المدن فهل نقول ان تلك المدن خائنة او نقول ان الشباب في تلك المدن هم تابعون للنظام ؟؟؟ هذا كلام مرفوض و غير دقيق وارجو عدم الخوض في هذا الموضوع للحفاظ على وحده الشعب السوري.
دير الزور حرة رغم الاحتلال
*ماطبيعة التجمعات المدنية المستقلة عن الدولة؟ وماهو دورها بإدارة شؤون المدينة؟
وماذا عن السلطة في الدوائر الحكومية والشرطة؟ هناك أخبار أن النظام توقف حتى عن دفع الرواتب لموظفين الدولة؟
المدنيين في المناطق المحررة وانا اتكلم عن المدينة فهم قلة اغلبهم قد نزحوا منها بسبب القصف من قبل جيش النظام .
تم تشكيل مجلس محلي يقوم بادارة شوؤن المدينة في غياب السلطة ويتحمل المجلس المحلي مسؤليات جمة في محاولة للابقاء على طابع السلطة المدنية وتوفير مكان يلزم للسكان من جميع النواحي وفتح مكاتب متخصصة وتعيين العناصر الأكفاء القادرة على تحمل مسؤلياتها في هذه المرحلة الصعبة .
طبعا دوائر الدولة متوقفة عن العمل منذ بداية الحملة على المدينة وايضا الشرطة التي تعبر احد اذيال النظام فقد تمكن الجيش الحر والسلطة المدنية في المدينة المتمثلة في المجلس المحلي من ادارة شؤونها وتوفير اكبر قدر من الامان وحماية الممتلكات العامة والخاصة من السرقة واعتقال بعض اللصوص في المدينة وايقاف جميع المخالفين للقوانين حتى ولو كان يتبع للجيش الحر او للمجلس المحلي فلا يوجد لدينا احد فوق القانون وسيتم محاسبة من يخطأ دون تمييز .
طبعا في المدينة واقصد هنا في المناطق المحررة لا يعتمد على رواتب الدولة التي لا تصل اصلا الى الداخل فالمدنيين يعيشون في حالات صعبة لكن كما تحدثت سابقا بعض المنظمات والهيئات الاغاثية تعمل على تلبية احتياجاتهم قدر الامكان .
*كيف هو الحراك الثوري الآن ؟ في الإحصاءات الإسبوعية تحرز دير الزور أكبر عدد لنقاط التظاهر مقارنة مع باقي الأاراضي السورية؟ مالسبب في هذا الإستمرار والصمود؟
مدينة دير الزور كانت السباقة في المظاهرات ان كانت بعدد نقاط التظاهر او بحجمها فكما يعرف الجميع ان المدينة الصامدة الى الان خرجت بنصف مليون متظاهر في جمعة احفاد خالد وغيرها من ايام الجمعة .
اما بالنسبة لعدد نقاط التنظاهر فيعود ذلك الى ان اكثر من 90 بالمئة من المحافظة محررة ولا يوجد اي سبب يمنع الشباب من التظاهر قفد كنا نخرج بالتظاهر بمواجهة الامن فهل سنتوقف بعد ذهابهم ؟؟ طبعا الشباب المثابر على التظاهر والدعم للمدينة من قبلهم ودعم جميع المدن الثائرة وتطبيق حقهم في التعبير عن الراي هو الدافع الرئيسي للاستمرار في التظاهر وطبعا استمرار الالة الوحشية من النظام في انتهاكاتها لحقوق الانسان وقتل المدنيين واحتلال المدن كل هذه اسباب تدفع الشباب الى الاستمرار بالخروج بالتظاهرات ضد الظلم والقهر والقتل ونحن سوف نبقى نخرج ونتظاهر حتى تصبح سوريا ارض الحرية وارض السلام وارض التسامح وننتهي من هذا النمظام الخائن .