كبريت ||
تحت شعار سوريا لكل السوريين.. وليكون الوطن هو المعبر بصدق.. عن تاريخ وأصالة وحضارة المنطقة.. شهدت مدينة رأس العين (سري كانيه)، يوم الأثنين الماضي تاريخ السابع عشر من شباط ألفان وإثنا عشر، توقيع إتفاقية بين الكتائب المسلحة الموجودة في المدينة وقوات لجان الحماية الشعبية الكردية، وقد أتت هذه الإتفاقية بعد صراع وقتال استمر أكثر من ثلاثة أشهر، على أن تكون هذه الإتفاقية العسكرية هي نهاية عنفٍ دامٍ بين الطرفين، من أجل عودة الحياة للمدينة التي شهدت نزوحاً كبير لسكانها، حتى باتت أشبه بمدينة أشباح، وقد إستنزف القتال من الطرفين الكثير، ورأه المتابعون أنه قتال لا يدخل إلا في مصلحة النظام في النهاية، الإتفاق الذي حصل وقعت عليه الكتائب التي مثلها جبهة النصرة والمجلس العسكري في الحسكة، فيما وقع من الطرف الأخر قوات الحماية الشعبية ( YPK ) التابعة لحزب الإتحاد الديمقراطي، وقد ركز نص الإتفاق المعلن، عن إخلاء المدينة من المظاهر المسلحة ووقف القتال بين الطرفين، إضافة إلى إنشاء لجنة متابعة مؤقتة (من الطرفين) تكون مهمتها تنفيذ بنود الإتفاق، يتخلله إنشاء مجلس مدني يمثل كافة مكونات المدينة، تقوم بتسير الشؤون المدنية بحيث يمثل هذا المجلس هيئة سيادية، يُمنع تدخل القوات العسكرية بعملهم.. وستكلف هذه اللجنة بإدارة أمور المعبر الحدودي في المدينة، كما سيتم إقامة حواجز مشتركة بين الطرفين عند مدخل ومخرج المدينة، إضافة لتعاون بين المجلس العسكري ولجان الحماية الشعبية في تحرير المناطق الغير محررة والتي ما زال للنظام وجود فيها، كما نص الإتفاق على وقف الحملات الدعائية بين الطرفين، فيما ركز أخر بند على الألتزام ببنود الإتفاقية التي وقعت وإحترامها.
ولأن هذه الإتفاقية ليست الأولى التي تتم بين الطرفين ويتم خرقها، فهناك مخاوف لدى الكثير من الأهالي حول عدم الإلتزام بها، رغم أن المدينة تشهد في اليومين الأخيرين عودة الأهالي لمدينة رأس العين (سري كانيه)، فيما أعاد متابعون عدم الثقة بالإتفاقية إلى أنها عسكرية بحته، وأن كل إتفاق عسكري قابل للطعن ما يتوجب إلتزام وتوقيع سياسي، خاصةً وأن القوات الكردية كلفت الهيئة الكردية العليا بأن تنوب عنها سياسياً، فيما خول المجلس العسكري الإئتلاف الوطني السوري عنه سياسياً، وهذا الجهد لن يكتمل إلا بإتفاق بين الأطراف السياسية حتى يتم الإلتزام التام بنص الإتفاق.
ورغم قلة الثقة إلا أن الحياة تعود تدريجياً للمدينة وينتظر أهالي رأس العين (سري كانيه)، بارقة أمل في عودة الحياة لمدينتهم التي غيبهم عنها، صراع كان المستفيد الوحيد منه النظام السوري، حيث يبقى الأهالي بانتظار العودة، وإنتظار النصر لثورتهم عن قريب.
يذكر أنه كانت هناك مبادرة قبل الإتفاقية قام بها معارضون سوريون من خارج الإئتلاف الوطني والهيئة الكردية العليا، برئاسة المعارض السوري (ميشيل كيلو) والتي كانت أحد الأسباب التي ساعدت على إكمال هذه الإتفاقية.
من مدينة رأس العين (سري كانيه) على الحدود السورية التركية
هيفيدار ملّا