في عام 2004 في قرية بني مر بصعيد مصر كنا في ضيافة الحاج طه خليل عم الرئيس جمال عبدالناصر . الحاج طه كان مقاربا في السن لجمال عبد الناصر لذلك كان حديثه كحديث الأخ عن أخيه بدأ الحاج حديثه عن جمال منذ أن تقدم بطلب انتساب للجيش فرفض فما كان من الحاج طه إلا التوسط لدى أحد معارفه لقبول ابن أخيه . وتوالت الأحداث إلا أن أصبح جمال رئيسا لمصر فجاءه العم طه يتوسط لأحد أبناء القرية ليتم قبوله في الجيش . فاعتذر الرئيس جمال وأخبر العم أن زمن الواسطة انتهى وللجيش هيبته التي لا تقبل الواسطة والموانة.
سواءا اتفقنا مع شخصية جمال عبد الناصر أو اختلفنا معها فلا أحد ينكر أن وصوله لرئاسة مصر جاء بعد جهد وتعب وتخطيط وإن كانت الخطوة الأولى (الواسطة لقبوله في الجيش) خطوة غير شرعية حللها على نفسه وحرمها على غيره . اسقاط مبدأ الواسطات على بشار الأسد وطريقة وصوله فيه الكثر ويتلخص فيما يلي:
المؤسسة التشريعية: رأينا كيف اجتمع أعضاء مجلس الشعب وقبل اعلان انتقال الرفيق الأدنى إلى الرفيق الأعلى في مهزلة وفضيحة لن ينساها السوريون لأجيال بتعديل الدستور في بضع دقائق ليتوافق سن الرئيس مع سن بشار الأسد وكيف هوجم أحد الأعضاء عند استفساره عن سبب التعديل الذي يجب أن يذكر قانونيا . أما اليوم فيطل علينا بخيتان ليشرح مدى التعقيد في آلية حذف المادة الثامنة من الدستور تحت مبدأ الاكثرية والأقلية النيابية وليطلب وليد المعلم التمهل في تعديل الدستور متسائلا “هل تريدون أن نسلق الدستور” لذالك فأقل ما يقال عن تعديل الدستور عام 2000 أنه جاء بالموانة على السادة أعضاء المجلس.
المؤسسة العسكرية : التي من المفترض أن تكون الأكثر انضباطية . شاهدنا كيف رفع العقيد بشار الأسد إلى رتبة فريق أي رفع 5 رتب وأصبح القائد العام للقوات المسلحة فإذا علمنا أن الترفيعات الاستثنائية قد تتم لرتبة واحدة إذا أبدى الضابط شجاعة وبسالة في ساحة الحرب فإن حرر الجولان كاملا فلن يرفع أكثر من رتبتين أو ثلاث وهنا يجب أن نتسائل ما هي الانجازات العسكرية لهذا الفريق . وإذا أضفنا كيف تدرج بالرتب من ملازم أول عام 94 إلى عقيد عام 99 أي رفع اربع مرات خلال خمس سنوات فنعلم حجم الموانة التي يتمتع بها هذا الضابط على المؤسسة العسكرية.
المؤسسة الحزبية : قد تكون سياسات الأحزاب أمرا متعلقا بأعضائها ولكن ليس بدولة كسورية وحزب كالبعث حيث ينسب الجميع اليه وهو القائد في الدولة والمجتمع . ففي عام 2000 عندما انتقل الرفيق الأدنى إلى الرفيق الاعلى انتخب الحزب الرفيق بشار أمينا قطريا . فما هي نضالات هذا الرفيق التي فاقت نضال الرفاق القدامى أم أن للموانة على هؤلاء الرفاق مفعولها العجيب.
الجماهير : أذكر تماما مدينتي مدينة حلب عند اعلان نبأ وفاة حافظ الأسد . فقد لفها الحذر والترقب وهيبة الموت . كان الجميع يفكر بما ستؤول اليه الامور بصمت . لا يشق هذا الصمت إلا فتية من بائعي بسطات الدخان و وبسطات الأفلام الجنسية يحملون اعلاما سوداء وصورا للرئيس المقبل بشار الأسد هاتفين له ليقطعوا الشكل باليقين لدى الجميع أن بشار في طريقه السلس لمنصب الرئاسة.
لم يستلم الرئيس بشار أي منصب قبل توليه الرئاسة عدى منصب رئيس الجمعية المعلوماتية وما زالت سورية الأفقر معلوماتيا والأسوأ تقنيا في وسطها المحيط . رفع الشعب شعار “أنت الأمل” عام 2000 علها بشعارها تستنهض هذا الشاب ليخرجها مما كانت فيه إلى أن فقدت الأمل عام 2007 فرفعت شعار “منحبك” علها تستعطفه ولم تنجح أما ما بدأ البعض بالهتاف له اليوم “للأبد” فلقد أعلن الشعب السوري أن سورية ليست ملكا لفرد أو عائلة.
رسالتي الى كل سوري:
1- أن مشكلتنا الأساسية هي الفساد مما تنتجه الموانات والواسطات في كل مؤسسات النظام وإن وصول بشار الأسد للرئاسة يعتبر أكبر عملية فساد تشهدها سورية.
2- إذا احتجت لإجراء عملية دقيقة لعينك فهل سوف تقبل أن يجريها الدكتور بشار علما أنه لم يمارس الطب ولا يملك أيه خبرة أو مؤهلات مع كونه طبيبا فكيف تأتمنه على قيادة سورية بلا مؤهلات أم أن عينك أهم من سورية.
3- عندما يهتف اخوتك السوريون للحرية فليس الهدف اقصاؤك وإنما أن يتساوى الشعب في الحقوق وليكن خيار الشعب ما تفرزه صناديق الاقتراع في ظل نظام ديمقراطي.
4- صديقي وعزيزي اذا كان هنالك شخص يمون عليك تستطيع أن تقرضه مبلغا من المال أو تساعده في حل مشكلة وليس في تسليمه البلد بأكمله.
5- لدى بشار الأسد فرصة تاريخية ليثبت وطنيته بأن يفعل كما فعل الشيشكلي بعد تاريخ قمعي وحكم فردي عندما استقال وترك سورية عام 1954 تحت ضغط الاحتجاجات.
ارحل فلسورية رب يحميها
بقلم: قتيبة نعناع
.
تعليقان
إذا احتجت لإجراء عملية دقيقة لعينك فهل سوف تقبل أن يجريها الدكتور بشار علما أنه لم يمارس الطب ولا يملك أيه خبرة أو مؤهلات مع كونه طبيبا فكيف تأتمنه على قيادة سورية بلا مؤهلات أم أن عينك أهم من سورية.
ولا تنسى أن يريد الآن أنيقوم بالإصلاحات بعد أن من حه الشعب فترة جيدة جداً للتطوير والإصلاحات ولم يأتنا من هذه الإصلاحات شيء سوى أن خمس ليرات قد نقصت من سعر المازوت …وكأن مشاكلنا هي فقط اقتصادية وحتى الاقتصادية منها لم يأتي باصلاح جيد لأن اموال الشعب تذهب لجيب عائلة الأسد ((( المعطاءة))) .
مندسة خطيرة