صديقي/صديقتي فيما يلي رد من أحد اقاربي على انتقاد وجهته لأبنائه المنحبكجية ويليه رد على الرد. أنا متأكد بأن أكثرنا إن لم يكن جميعنا عاش موقفاً مشابهاً خلال الأحداث الأخيرة. أي تعليق أو مشاركة على محتوى هذه المقالة مرحب بها… ودمتم.
قريت ألفاظك الغير مهذبة وقليلة أدب و لن انزل لمستواك بحق أولاد خالك أو أولا هذا رأيهم شو بدن يحطو ببروفايلن صورة هلي بحبو وهذا رأيهم وحربة الشخصية التى تدعى أنك مؤمن بها وإذا ما حطو صورة على كيفك صاروا تافهين ولا الحرية الشخصية التى المفروض إنك تعلمتا بأوربا على قد تفصيلك والله طريقة تفكيرك بتدل إنك عايش بالاتحاد السوفيتى السابق أو بكوبا وليس ببريطانيا بلد الحرية الشخصية والهايد بارك التى حضرت في يوم من الأيام ناس تسب الملكة وناس تمدحها وكنت إنت لاتزال تحبو بس الهيئة، أن تربية أبوك الخاطئة لسة مأثرة عليك و حل عن موفق وبهاء ولا بفى تعلق وتكتب و التهى بحالك وحل عن الناس أفضلك.
بدايةً يا سيد فلان نقول لك نحن أيضاً كنا نمارس حريتنا الشخصية حين نبهنا الآخرين الى تفاهتهم وانتقدناهم لوضعهم صورة الطاغية على بروفايلهم. وفي مطلق الأحوال يبقى ردنا على ما تتوهم أنت وأبنائك بأنه تعبير عن الرأي وحرية شخصية أرحم بما لا يقاس من رد نظام الاجرام، الذي يجله أبنائك، على من يخالفه الرأي. فنحن ما دعونا إلى إرسال فرق الموت لتقتلهم بالرصاص الحي كما يفعل بشار السفاح كل يوم في شوارع البلد.
صحيح أننا كنا نحبو حين كان غيرنا يزور أوروبا، لكن يبدو أن معرفتهم بأوروبا ومبادىء الحرية فيها لا تزيد عن معرفتنا بها وقت كنا نحبو. سب ملكة بريطانيا، التي هي رمز الدولة ورأس كل السلطات، في حديقة الهايد بارك حقيقة بل واقعة شبه يومية تطال الملكة وغيرها من مسؤولي الدولة، من رئيس الوزراء الى أصغر مسؤول في البلدية، تتم في جميع وسائل الاعلام. هذه اسمها ممارسة حقيقية لحرية التعبير عن الرأي freedom of expression أما أبناءك وأقرانهم من الشباب الجاهل بتاريخ بلده السهل الانقياد impressionable فهم يتوهمون أنهم يعبرون عن أرائهم، بينما هم يمارسون تحريضاً سافراً مقيتاً بحق أبناء بلدهم.
بالعودة الى المثال البريطاني فإن تأييد المسؤولين السياسيين أو معارضتهم وشتمهم حق يكفله القانون للجميع، أما تمجيد القتلة والثناء عليهم وعلى أفعالهم فيعد تحريضاً على القتل incitement to murder وهي جناية يعاقب عليها القانون في بريطانيا. يعني لا يحق لك أو لغيرك أن تشيد مثلاً، باسم الحرية الشخصية وحرية التعبير عن الرأي، بمرتكبي اعتداءات 7/7 ”المزعومين” على شبكة قطارات الأنفاق في لندن .
والأمر عينه منصوص عليه في المواد ٢١٦، ٢١٧، ٢١٨، ٢١٩ من قانون العقوبات السوري. وفي حالة بكرك الأرعن فلان – باعتبار علان ما يزال حدثاً وبالتالي له وضع قانوني مختلف – فهو وحسب الفقرة ب من المادة ٢١٨ يعد متدخلاً في جناية القتل وعقوبته الاشغال الشاقة المؤبدة أو المؤقتة من اثنتي عشرة سنة الى عشرين سنة كون القاتل يعاقب بالاعدام.
أنت أشرت الى تربية أبي الخاطئة وتأثيرها علي – لن أجادلك في كونها خاطئة من حيث المبدأ لكن يا ليتك تبين لنا ما اسقاط هذه المسألة على موضوعنا هذا – أحب أن ألفت نظرك بأن أبي ورغم مساوىء أساليبه التربوية زرع في ابنائه حساً وطنياً حقيقياً أساسه رفض الاستبداد والفساد، ولم ينشىء كغيره أبناء عديمي الوعي الوطني يصفقون لمن يقتل اخوة لهم في المواطنة ويرفعون صوره. بئس التربية والمربي.
كلمة أخيرة أوجهها لك ولغيرك من الأباء، قبل أن تنتفض وتدافع عن جهالة ابناءك – بدافع تعصب أو جهالة مماثلة لا أدري وربما كلاهما – تذكر أن لحمزة الخطيب ومحمد صبورة وهاجر الخطيب ومحمد ثامر الشرعي وغيرهم من عشرات الأطفال الذين قتلهم السفاح معبود ابنائك، تذكر أن لهم أباء و أمهات مهما ندبوا وعلوا الصوت قهراً على من فقدوا فانهم لن يروهم قط. فالأحرى بك – وأنت الأب وتعرف معزة الضنى – أن ترد أولادك عن خطيئتهم لا أن تدافع عنهم باطلاً.
عاشت سورية ويسقط بشار الأسد
بقلم: باسل حافظ