رسالة إلى صديقي العلماني

أغيد الطباع

صديقي العلماني ..

أعلمُ أنَّ الغربّ يحاول جاهداً ان يرعى بزرة الخوفِ التي زرعها في وعيكَ و لاوعيكَ .. مني

و أعلمُ أنه ينجحُ غالباً في ذلك ..

و لكن يا صديقي تمهل و دعنا نفكر بروية ..

إن كنتَ ممن شاركوا في هذه الثورة و نزلوا إلى الشوارع متظاهرينَ مطالبين بحريتهم .. فتذكر أنّ كتفي هي تلكَ التي كانت تلاصقُ كتفك .. و أننا كنا نكرُ معاً و نفر معاً و نعتقل في كثيرٍ من الأحيانِ معاً و نتعرضُ للموتِ أيضاً معاً ..

و إن كنتَ من أولئكَ الذينَ جلسوا يصفقونَ لي من بعيدٍ .. فهل من المروءةِ يا صديقي أن تتأمرَ علي اليومَ و قد أوشكتُ أن أفوزَ بحريتي و حريتك ..

يا صاحبي ..

إن الغربَ الذي يحاولُ استخدامكَ اليوم هو نفسهُ الذي استخدم هذا النظامَ القبيحَ من قبل .. فلا تدعهم يخدعونك

إن دمي حرامٌ عليك .. حرمةَ دمكَ علي ..

فانظر أين تريد أن تكون ..
أنا لا أستجديك فمن منهجي ثقتي بالله و بنصره و توفيقه .. و لكنني أغارُ عليكَ و أربأُ بكّ أن تكون أداةً تستخدمُ اليومَ و ترمى حين تنتهي صلاحيتها ..

و إعدك أني غداً عندما يسقطُ هذا النظامُ الفاجر ..
سأتنازع و إياكَ و سنختلف .. و لكن بالمنهج و الفكر ..
و لن أتنازل عن ما أعتقده محاباةً لكَ .. و لن أطلبَ منكَ أن تفعل ..

أنا مؤمنٌ بمنهجي و بأنه الأصلح لهذه الأمة .. فدعني أعرضهُ عليكَ بحقيقته الصافية لا بصورته المشوهةِ التي عرضوها عليك ..

سأنازعكَ بشرفٍ و نبل .. فأعني على ذلك

و اعلم أخيراً يا صديقي ..
أنهم ليسوا أحرصَ عليكَ مني ..